غادرت شاحنة محملة بمادة «نيترات الأمونيوم»، التي تستعمل في صنع متفجرات من قبيل تلك التي استخدمت في تفجير مقهى أركانة بمراكش، وأودت بحياة أكثر من عشرين شخصاً ضمنهم أجانب، ما استدعى استنفار كافة الشعب الأمنية بميناء الجرف الأصفر الكبير الذي يقع في مدينة الجديدة الساحلية، ولم تعرف أسباب مغادرة الشاحنة الميناء، وحيث شهدت المدينة حضوراً أمنياً مكثفاً، من أجل تسريع البحث عن الشاحنة التي كانت محملة بحوالي 26 طناً من مادة نيترات الأمونيوم الخطيرة. وبحسب المعلومات التي حصلت عليها «الشرق» من مصادر خاصة، فإن التحقيقات التي جرت داخل الميناء، للوقوف حول الشاحنة، التي دخلت الميناء بأوراق مزورة ، أثمرت عن تحديد سائق الشاحنة وتوقيفه، وكشف عن معطيات تؤكد أنه تمت سرقة شحنة المواد من داخل الميناء، بتواطؤ مع عمال الشركة التي تسوق نيترات الأومنيوم، التي تستعمل كأسمدة فلاحية، وبحسب المصادر ذاتها، قد يميط اللثام عن حقائق أخرى في ملف التفجيرات التي شهدتها مراكش، وخلفت استياءً كبيراً وأصداء دولية واسعة، علماً أن المدينة الجنوبية تعتبر قبلة كبار السياسيين ونجوم الرياضة العالميين والفن بمختلف أنواعه. وكانت الشاحنة المحملة بالمادة المتفجرة غادرت بوابة الميناء، من دون التأكد من أوراقها الثبوتية ولا حمولتها الخطيرة. وتقول مصادر «الشرق» إن التحقيقات القائمة متواصلة في اتجاه البحث عما إذا كان للأمن المكلف بالمراقبة دور في العملية. وكانت السلطات المغربية، رفعت من درجة يقظتها الأمنية، في ظل ما يحصل في مالي والتهديدات التي وجهها متطرفون بضرب المصالح الغربية عامة والفرنسية خاصة، في الدول التي ساندت القوات الفرنسية في مالي، بهدف القضاء على ما تسميه بالإرهاب في المنطقة. وفي سياق متصل أحالت السلطات الأمنية بمدينة الناضور شرق البلاد أمس، شخصاً لحيازته ذخيرة حية بدون سند قانوني، وتهريبها إلى المغرب بطريقة غير قانونية، على المحكمة العسكرية بالعاصمة الرباط، على خلفية حيازته 20 رصاصة حية، من بينها 15 من عيار 9.2 ميليمتر، بالإضافة إلى 4300 من الأعيرة النارية الفارغة التي سبق استعمالها.