أوقف فيروس «البقعة البيضاء» العمل في مزارع الرُبيان على مستوى المملكة حتى نهاية مارس المقبل، فيما قدرت خسائر العام الماضي بنحو 500 مليون ريال. يذكر أن عدد مزارع الرُبيان في المملكة يبلغ ثمانية مزارع و13 شركة تقدر استثمارتها بنحو مليار ريال. وأوضح المدير الوطني لمشروع الدعم الفني في منظمة الأغذية العالمية «فاو» ونائب المدير العام لمركز المزارع السمكية في وزارة الزراعة محمد الهزاع، أن الوزارة لا تألو جهداً للتأكد من القضاء على الفيروس الذي أصاب مزارع الرُبيان في المملكة وفاقت خسائره ملايين الريالات، مؤكداً أنه لن يتم تعويض الشركات المتضررة نتيجة الإيقاف أو الإصابة بريال واحد -على حد تعبيره- باعتبارها مشاريع استثمارية. وتمنى أن ينتهي هذا الفيروس مع قيام الوزارة بتجفيف كامل للمزارع خلال فترة الشتاء للتأكد من موته، على أن تبدأ دورة جديدة للعمل في المزارع نهاية شهر مارس. وأشار إلى إيقاف أعمال الاستزراع السمكي في جازان من ديسمبر الماضي وحتى نهاية يناير مع توصية بتمديد التجفيف حتى نهاية فبراير، وفي منطقة مكةالمكرمة من رابغ وحتى القنفذة تم تجفيف مزارعها خلال شهري فبراير ومارس، على أن تعاود العمل في إبريل، نافياً إمكانية انتقال الفيروس للإنسان أو أي كائن بحري آخر، إذ إنه يقتصر على الرُبيان والسرطانات البحرية. وأكد الهزاع عدم استخدام الوزارة أي أدوية أو مواد كيماوية في عمليات مكافحة الفيروس لعدم وجود جهاز مناعي لدى الرُبيان ما يستحيل معه استخدام أي مضادات حيوية أو خلافه، وقال إن الوزارة ركزت في أعمالها على تقليل الإصابة والقضاء على مصادرها والتي يُجهل مصدرها إن كان من الماء أو أي مصدر آخر، مضيفاً أن التركيز منصب على البيئة الصحية والأمن الحيوي لمزارع الرُبيان بعدم إدخال كائنات بحرية أخرى وعدم خلط الرُبيان المصاب مع غير المصاب، واللجوء إلى استخدام مياه الآبار بدلاً من مياه البحر المفتوح، وتوقيف العمل في فترة الشتاء. وأبان أن الفيروس موجود في البحر لكن الرُبيان القوي لا يصاب به. وحول جهود الوزارة للقضاء على الفيروس، أفاد الهزاع أنه تم استقدام خبير من جامعة أريزونا الأمريكية للإشراف على وحدة الأمن الحيوي في الوزارة، دعم المختبرات التي تقوم بالتحاليل في الإدارة بالرياض، وتشكيل الفريق الفني المشرف على تطبيق منظومة الأمن الحيوي. ولفت إلى أن الوزارة تقدم جملة من التسهيلات والدعم لأصحاب المشاريع من بينها: القروض الزراعية والدعم التقني المتمثل في تقديم الاستشارات، الكشف على المواقع، تطبيق أنظمة الأمن الحيوي على المشاريع القائمة بعد الضرر الذي لحق بجميع مزارع الرُبيان في المملكة العام الماضي والمقدر إنتاجها بأكثر من عشرين مليون طن سنوياً، ما اضطر الوزارة لتشكيل وحدة الأمن الحيوي بعد انخفاض إنتاج المستزرع أكثر من 95% مقارنة بالسنوات الماضية، نتيجة فيروس بالبقعة البيضاء، الذي يصيب الرُبيان ويؤدي لنفوقه بسبب ضعف المناعة. وتوقع نائب المدير العام لمركز المزارع السمكية في وزارة الزراعة، تحسن الوضع خلال العام الحالي مع تطبيق قوانين منع صيد الرُبيان في الشتاء، حيث تقل مناعته، بالإضافة للفحص الدوري على الرُبيان لمنع حدوث إصابات العام الماضي لمعرفة الحالة ومعالجتها مبكراً، مؤكداً أن مزارع الأسماك والرُبيان لم تسجل أي حالات تلوث لأنها خارج الخطوط الملاحية ومناطق التلوث من صرف صحي أو بترول، واستخدامها للمياه العذبة من الآبار. مدير جازان للتنمية ل الشرق: لا نستخدم مواد كيماوية.. وإنتاجنا لم يصب بالبقعة البيضاء أكد ل «الشرق» نائب المدير العام لشركة جازان للتنمية خالد العميريني، أن شركة جازان للتنمية تطبق معايير الأمان الحيوي ومعايير الغذاء الآمن لحماية مزارع الرُبيان، إذ تتم مراقبة عملياتها من هيئة الغذاء والدواء والهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس، وإن جازان للتنمية لا تستخدم أي مواد كيماوية من شأنها الإضرار بالصحة العامة أو البيئة، مؤكداً أنها أنتجت الرُبيان خلال العام 2012 من دون إصابة بفيروس «البقعة البيضاء.