الدمام – عبدالوهاب العريض اسم الكتاب: نجد قبل النفط المؤلف: د. بدرية البشر الناشر: جداول للنشر والتوزيع سنة الطبع: 2013 أحاط كثيرٌ من الغموض بتاريخ نجد في فترة ما قبل دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب عام 1157ه/ 1744م، ويرجع سبب الغموض ونقص المعلومات إلى عوامل كثيرة، خارجية تتعلق بطبيعة نجد التاريخية والجغرافية، وداخلية تتعلق بالظروف الاقتصادية والاجتماعية لسكَّان نجد. وترصد «البشر» في كتابها كيف أنَّ السعودية تعيش تغيرات جذرية في المجالات الحياتية كافَّةً نتيجة الاستغلال الاقتصادي للنفط، الذي أتاح انطلاق التنمية في هذا المجتمع البدائي البسيط، ما أوجدَ واقعاً جديداً وانتقل المجتمع بين عشية وضحاها إلى مجتمع عصري يخالط فيه التراث القديم والحديث بشكل غاية في التعقيد. وقد نال الأدب الشعبي في السعودية عموماً والأدب الشعبي في نجد خصوصاً اهتماماً كبيراً في السنوات الأخيرة، من الجهات الرسمية والأكاديمية على حد سواء، وانعكس هذا الاهتمام في المهرجانات الشعبية التي تقام سنوياً «الجنادرية» وفي بعض نشاطاته يحتوى على قراءة للتراث الشعبي. وتكمن أهمية الدراسة كما يقول الكاتب، عبدالله أحمد، في رصدها للحياة «الاجتماعية في السعودية قبل اكتشاف النفط، حيث ما يتوفر عبارة عن انطباعات ومشاهدات تفتقر إلى المنهج العلمي، وقد سجَّلهَا بعض المهتمين بأدب الرحلات الجغرافيين. ومعظم التاريخ الذي تمَّ تسجيلُه هو تاريخٌ حربيٌّ سياسيٌّ غالباً، بعيدٌ عن الواقع الاجتماعي لإنسان الجزيرة العربية». وتثبت «البشر» في دراستها أنَّ الاهتمام بمنطقة نجد وتدوين الفترات التاريخية التي مرَّت بها والكشف عن بعض جوانب الحياة الاجتماعية فيها، لم يحدث إلا في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وكان ذلك بجهود الرحَّالة الغربيِّين والمستشرقين، كما أسهم الباحثون العرب الذين عملوا مع الملك عبدالعزيز في أوائل القرن العشرين في كتابة مذكرات وافية عن تطوُّر المجتمع السعودي، وقد اعتمدت الباحثة في كتابها هذا على بعض ما حملته تلك المراجع من مشاهدَ متفرِّقة عن الحياة الاجتماعية في نجد، كما اعتمدتْ على الحكايات الشعبية في منطقة نجد؛ باعتبار أنَّ الأدب الشعبي منتَجٌ جماعي يظلُّ امتدادًا حيًّا بين الناس يتناقلونه شفاهة جيلًا بعد جيل.