كان منظراً مريعاً ما رأيتُ في أحد الممرات، حينما تشاجر شابان أمام عيني، ثم قام أحدهم بإخراج سكين، وبدأ يحاول طعن الآخر بها. ويبدو أن الحوادث من هذا النوع كثيرة؛ إذ حكت لي صديقة كيف طعن شاب أخاها، ثم تحدث لي أخي أن ظاهرة حمل السلاح منتشرة بين الشباب، وأكد لي أن كثيراً من الشباب من الجيل الجديد يحمل سكاكين وأمواساً للحماية والدفاع عن النفس. ولا يعلم الشباب أن اللجوء للسلاح في المشاجرات وثورات الغضب قد ينتهي نهاية مأساوية، فكم من مشاجرة انتهت بموت شاب في عمر الزهور؛ بسبب طعنة سكين غادرة في لحظة طيش وتهور. ولا أعلم لماذا لا تنال هذه الظاهرة الاهتمام الكافي، سواء من قبل المسؤولين عن التعليم أو وسائل الإعلام المختلفة، رغم كثرة الحوادث والمشاجرات التي تحدث أمام المدارس وفي الأماكن العامة، ويستخدم فيها السلاح الأبيض. وإذا كان الشباب يتعرض لحالة استفزاز، أو ما يوجب الدفاع عن النفس، فيمكن تدريبهم في المدارس على كيفية الدفاع بطرق سلمية وفعالة توفر لهم الحماية وتبعدهم عن المخاطر. ويمكن للآباء أن يلحقوا أبناءهم بدورات الدفاع عن النفس في الأندية الرياضة، وهذا فيه أيضاً تنفيس عن الطاقة السلبية، والغضب الذي غالباً ما يكون ملازماً لمرحلة ما قبل النضج. كما يفترض أن تقوم المدارس بعقد الندوات والمحاضرات التي توضح عواقب العنف ومخاطر استخدام الأسلحة. إن حمل السلاح الأبيض يمكن أن يفقد الشاب حياته أو مستقبله إذا استخدمه في لحظة غضب عابر، فعلينا أن ننبهه لمخاطره. في هذه الزاوية غداً: صالحة المنصور