عاد الحديث عن الاغتيالات إلى صدارة المشهد السياسي في تونس، هذه المرة كان النقابي التونسي، عدنان الحاجي، هدفاً لمؤامرة بغرض تصفيته جسدياً. عدنان الحاجي قال ل«الشرق» إن شخصاً غريباً حضر صباح الجمعة الماضية إلى مدينة الرديف حيث يقطن وسأل مجموعةً من شباب المدينة حوله ما أثار ريبة هؤلاء فاتصلوا به. وعند وصول عدنان الحاجي إلى هذه المجموعة كشف له الشخص الغريب أن «هناك من يريد اغتيالك»، وعندما أراد الحاجي معرفة الجهة المسؤولة عن التدبير لاغتياله رفض الغريب الحديث «مما اضطرنا إلى حمله إلى الجهات الأمنية»، بحسب الحاجي. أنكر المتهم كل ما قاله في مركز الحرس الوطني فقام بإخلاء سبيله لكن الحاجي وعدداً من شباب الرديف أصروا على معرفة الحقيقة فحملوه إلى مركز الشرطة في المتلوي وهي معتمدية مجاورة. وذكر النقابي المعروف «في مركز شرطة المتلوي اعترف الموقوف أنه جُنِّدَ لاغتيالي، وكشف أسماء من أرسلوه وهم أعضاء ينتمون إلى المكتب المحلي لحركة النهضة الإسلامية الحاكمة، كما ذكر المقابل المتفق عليه، وهو مبلغ مالي وقطعة أرض وفرصة عمل، كما أفاد بتفاصيل حول اجتماعاته معهم وتلقيه وعدا منهم بترحيله خارج البلاد إذا ما انكشف أمره». وعن الأسباب التي دفعت المتهم إلى كشف هذا المخطط، قال الحاجي «تردد المتهم في تنفيذ الاغتيال وتزايدت عليه ضغوط المخططين ووصل الأمر حد تهديده بالقتل». في سياقٍ متصل، علمت «الشرق» من مصادر أمنية أن المتهم البالغ من العمر 32 سنة ذو سوابقٍ عدلية ودخل السجن في عديد من المناسبات كما تم تجنيده، حسب اعترافاته، للاعتداء على المقر الجهوي للاتحاد العام التونسي للشغل في قفصة إبان التوترات التي وقعت بداية شهر ديسمبر الماضي بين الاتحاد ورابطة حماية الثورة القريبة من حركة النهضة. من ناحيتها، اعتبرت الجهات الأمنية على لسان رئيس منطقة شرطة المتلوي، لطفي لخذري، أن تصريحات الشاب محض أكاذيب لكسب المال، وذكر أن المتهم معروف باختلاقه للإشاعات.