إنَّ ثقافة حفظ الآثار لدينا تُعاني من ذبول غريب، في الوقت الذي يَفخرُ فيه الإنسان الآخر بتاريخه وآثاره تجدُنا نطمسُ ونُزيل عديداً من أهم آثار تاريخنا الإسلامي ونحتَج بالخوف على العقيدة. يتبادر إلى ذهن الزائر الكريم لمكة والمدينة خاصة عديد من الأسئلة عندما يرى تجريف الآثار الخاصة بحضارة الإسلام، هل تلك الآثار التي كانت يوماً ما هنا ستزيد من ارتباطي بهذا الدين العظيم؟! لو كان الأمر كذلك فلماذا يتم طمسُها بهذه الطريقة؟! لا ينبغي أن تؤثِّرَ بعض التصرفات الخاطئة لبعض الأشخاص على موروثنا الديني والتاريخي، هناك حلول كثيرة وليس من ضمنها أن ندفن ارتباطنا بماضينا النيِّر، اتركوا لنا بعضاً من نوره، دعونا نتأمل ونتعايش مع تاريخنا الذي لم يبقَ منه إلا صور منشورة وخيال مصوَّر.. عندما نذهب لتركيا – مثلاً – نجد اهتمامَها بالتراث الإسلامي عجيباً، فعمامة الرسول، صلى الله عليه وسلم، وكذا سيفه، وخفَّاه، محفوظة في متاحف فاخرة تكفلُ لك التعايش بروحانيَّة مع هذا النبيِّ، ألا يجعلك هذا تتعلق أكثر به؟! ماذا لو أنَّ بيت خديجة – رضي الله عنها- بقيَ على ماهو عليه؟! والخندق الذي اقترحه الصحابي الجليل سلمان الفارسي؟! .. على الجهات المعنيَّة أن تتخذ إجراءات صارمة وسريعة لحفظ موروثنا الإسلامي من الطمس، هذا إن بقي منه شيءٌ أصلاً..!