أكد وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، أن خطر الإرهاب والإرهابيين مازال قائماً وممتداً في عديد من الدول، ويهدد الجميع دون تمييز، ويتسبب في تقويض التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ما يتطلب معه ضرورة مواجهته بكل الوسائل وعلى كل المستويات المحلية والإقليمية والدولية. وشدد الوزير على أن المملكة اتخذت تدابير وإجراءات عديدة لمكافحة الإرهاب على جميع المستويات الداخلية والإقليمية والدولية، وأكدت دائماً إدانتها وشجبها للإرهاب بكل أشكاله، واستعدادها للتعاون مع جميع الجهود المبذولة لمكافحته لما في ذلك من دعم للاستقرار والأمن الدوليين. وبيّن أن المملكة تعد مكافحة الإرهاب مسؤولية دولية مشتركة تتطلب جهوداً حثيثة ومتواصلة، لافتاً إلى دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب تحت مظلة الأممالمتحدة، التي تبناها المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب في الرياض 2005م وأيدتها دول ومنظمات دولية وإقليمية عديدة، ما أسهم في توقيع اتفاقية تأسيس أول مركز عالمي لمكافحة الإرهاب تحت مظلة الأممالمتحدة. وأكد أن المملكة دعمت المركز مالياً على مدى ثلاث سنوات بعشرة ملايين دولار. وقال إن المملكة تؤيد جهود الأممالمتحدة ودعم تنفيذ الإستراتيجية العالمية لمكافحة الإرهاب باعتبارها إطاراً دولياً من المهم أن تعمل الدول من خلالها لمواجهة خطر ظاهرة الإرهاب التي تهدد الأمن والاستقرار العالميين. جاء ذلك في كلمة للوزير أمام المؤتمر الدولي المعني بتعاون الأممالمتحدة مع مراكز مكافحة الإرهاب الذي بدأ أعماله أمس في الرياض، ألقاها نيابة عنه وكيل وزارة الخارجية للعلاقات متعددة الأطراف الأمير الدكتور تركي بن محمد بن سعود. ويناقش المؤتمر أربع ركائز أساسية للإستراتيجية الدولية لمكافحة الإرهاب، تشمل التدابير الرامية إلى معالجة الظروف المؤدية إلى انتشار الإرهاب، وتدابير منع الإرهاب ومكافحته، والتدابير الرامية إلى بناء قدرات الدول على منع الإرهاب ومكافحته وتعزيز دور منظمة الأممالمتحدة في هذا الصدد، والتدابير الرامية إلى ضمان احترام حقوق الإنسان للجميع، وسيادة القانون بوصفه الركيزة الأساسية لمكافحة الإرهاب. وأكد الأمين العام للأمم المتحدة في كلمة ألقاها نيابة عنه مساعد الأمين العام للأمم المتحدة إريك بلمبلي، أن الركائز الأربع لمؤتمر الرياض تمثل أحد الأسس الداعمة لإستراتيجية الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب وخطتها التي تعمل عليها مع الدول الأعضاء على مستوى متعدد الأطراف. وحث ممثل الأممالمتحدة على تقوية المراكز المنتشرة في العالم وتوحيد جهودها لتعزيز التزامها بالعمل المشترك، والتعاون الأممي لمكافحة الإرهاب. وتوقع أن يخرج الاجتماع بعديد من التوصيات التي تخدم العمل المشترك العالمي لمكافحة الإرهاب، ووضع خطط تنفيذية مشتركة توحد العمل بين الدول لمكافحة الإرهاب «العدو الدولي» بكل صوره وأشكاله، وتحسين التعاون بين الدول لمكافحة الإرهاب في العالم. من جانبه، أشاد الضابط التنفيذي لفرقة العمل العاملة في مجال مكافحة الإرهاب (CTITF) محمد رفيع الدين شاه بالدعم السخي الذي قدمته ومازالت تقدمه المملكة للمركز الدولي لمكافحة الإرهاب، عاداً إياه السبب الأول للنجاح الكبير الذي حققه المركز في الفترة الوجيزة منذ تأسيسه. جلسات المؤتمر - عقدت أمس ثلاث جلسات: * الجلسة الأولى: تناولت بناء الجهود للتعامل مع الظروف المؤدية لانتشار الإرهاب، وتحدث فيها كل من رينهارد أوهراق من وحدة العمل من أجل مكافحة الإرهاب في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، ومركز التميز لمكافحة التطرف العنيف في أبو ظبي، واليستاري ميلار من مركز التعاون العالمي لمكافحة الإرهاب في واشنطن. * الجلسة الثانية: تناولت بناء الجهود لمنع ومكافحة الإرهاب، وتحدث فيها كل من عضو الهيئة العلمية بكلية الدراسات العليا في جامعة نايف للعلوم الأمنية العميد فيصل السميري، ونيكات أوزديمار من مركز قانون جنوب شرق أوروبا لإنفاذ القانون برومانيا، وأندريه باشكيفين من مركز مكافحة الإرهاب في كومنولث الدول المستقلة بروسيا، ومدير إدارة المناصحة بمركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية العميد الدكتور منصور القرني، وباخارام أوناسوف من الهيكل الإقليمي لمكافحة الإرهاب التابع لمنطقة شنغهاي للتعاون، ونافيرونواتانا مونتون من الأكاديمية الدولية لإنفاذ القانون في بانكوك، وأبيب مولونية من برنامج إيجاد لبناء قدرات مكافحة الإرهاب في أديس أبابا. * الجلسة الثالثة: تناولت بناء الجهود لمنع ومكافحة الإرهاب، وتحدث فيها كل من عيسى أسلان من مركز التميز للدفاع ضد الإرهاب في أنقرة، وفرانسيسكو كانتانو من المركز الإفريقي للدراسات والبحث حول الإرهابيين، ودامون ستيفين من المركز الوطني لمكافحة الإرهاب في واشنطن ومركز مكافحة الإرهاب والتمرد في أبوجا، ومايكل ثرونتون من مركز التميز التابع للاتحاد الأوروبي في المجالات الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية النووية ومارتين أيوي من مؤسسة الدراسات الأمنية في جنوب إفريقيا. - تعقد اليوم ثلاث جلسات: * الجلسة الأولى: تتناول بناء الجهود لتأكيد احترام حقوق الإنسان للجميع وسيادة القانون كأسس أصولية في محاربة الإرهاب. * الجلسة الثانية: تتناول دور منظومة الأممالمتحدة بوجه عام وunsst بوجه خاص في بناء قدرات الدول لمنع ومكافحة الإرهاب. * الجلسة الختامية: ويرأسها وكيل وزارة الخارجية للعلاقات متعددة الأطراف، ويعلن فيها البيان الختامي للمؤتمر. ممثلة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية رئيس الوفد الصيني يقرأ الكلمات قبل بدء المؤتمر مدير جامعة نايف يصافح رئيسة وفد الاتحاد الأوروبي (تصوير: رشيد الشارخ)