تحلم الفنانة التشكيلية بدور السديري، أن ترى الرياضوجدة مدينتين للفنون، تضاهي متاحفهما المتاحف في مدن الفنون العالمية، وتطمح إلى أن تضم كل مدينة سعودية، ولو صغرت، معرضاً يُثري مجالات الفنون، وينشر ثقافة الجمال الفني وتذوقه بين النشء، تحت إشراف فنانين من كل منطقة، للنهوض بمستوى الفنون في المملكة العربية السعودية. وتطالب السديري، وهي عضو في الجمعية السعودية للدراسات الأُثرية وعضو مؤسس في جعمية التشكيليين السعوديين «جسفت»، بدراسة إنشاء معارض في جميع مدن المملكة، لإيجاد بيئة مناسبة لجذب الفنانين السعوديين، واستثمار ما يقدمونه في الوطن، بدل أن يحتضنها متحف دولي. فن حديث وتشير السديري إلى أن التشكيلي السعودي المتجه إلى الفن الحديث يواجه كثيرا من الصعوبات للمشاركة في المعارض الدولية والداخلية، وتقول «كثيراً ما نواجه عدم قبول الفن الذي يحتوي على الحداثة مثل الفن الرقمي، الذي تم وضعه أخيراً ضمن أنواع الفنون، ونحتاج إلى استراتيجية يعاد فيها النظر لدعم الحركة التشكيلية وفق أفضل التقنيات المتاحة الآن، التي لم يتم الاستفادة منها»، موضحة أنها تجد إحباطا لأنهم لا يحظون بالاهتمام والتكريم في بلادهم، فيما يلقى بعضهم احتفاء خارج البلاد. وتبين أن من الفنانين التشكيليين مَن وجد عديدا من المعارضة من قبل المجتمع، غير أنها تشير إلى أن ثمة تحولا في رؤية المجتمع المحلي للعمل الفني، «ومن خلال تجربة شخصية هناك تعطش منهم، يجبرني على العمل بشكل متواصل لدعم الفنون، بما أستطيع، وأرى بدايات دعم من الجهات الرسمية، وكذلك عدد من الجهات الخاصة». تقنية حديثة وتحاول السديري، ربط أعمالها بالمجتمع والعالم عبر تقنية «كيو آر كود»، التي تسمح بقراءة معلومات عن أي منتج أو خدمة عبر الإنترنت. وتؤكد في هذا الصدد، أن الفن لا حدود له، ويبقى رسالة يجب إيصالها إلى المجتمع، لذا «أدخلت تقنية كيو آر كود لكل لوحة»، مشيرة إلى أن هذه التقنية تتيح للفنان أن يوصل أعماله إلى أكبر عدد من المتلقين، مع إعطاء معلومات عن العمل، كما أنها تسمح بتلقي الفنان ردود فعل الجمهور عبر التعليق، وتسجيل الإعجاب والانتقاد، كما يمكن أن تكون بابا للتعرف على جمال منطقتها من خلال اللوحات التي تستعرض الغاط وسدير. مبادرات شخصية وتتوقع السديري، أن يكون هناك نشاط فني كبير وحركة تشكيلية في المملكة عام 2013م، موضحة أنها مهتمة بدعم جميع مجالات الفنون والإبداع، وأن لديها مبادرات ومقترحات تخص الفنون، كما حصل في العام الماضي عندما دعمت فكرة معرض للصور في الجنادرية، وتمت الموافقة عليه، تحت جناح وزارة التربية والتعليم، كما قدمت أفكارا لمسابقات للتصوير والفنون للأطفال على مستوى منطقة الرياض. يذكر أن السديري عرضت حتى الآن أكثر من ثلاثين عملا، تنوعت بين الفن الرقمي والإكريك والكولاج والإنستليشن، وأقامت معرضها الأول، الذي قدمت فيه لوحات مدعمة بتقنية «كيو آر كود»، ولها كثير من الأعمال المتنوعة في أحجامها لم تعرض حتى الآن.