اطلعت على حوار صحيفة «عكاظ» مع علي صالح.. فكانت الأسئلة الموجهة ضده مؤلمة، ولكن إجابته كانت مخيبة وغير واقعية وكأنه متأثر تماماً وغير مستوعب أنه قد ذهب ورحل عن السلطة بعزيمة شبابية ثورية صمدت وكافحت وقدمت الأرواح وسفكت الدماء من أجل إسقاط علي صالح ونظامه البائس. لقد دعا علي صالح أنه في راحة تامة خلال حواره، وقد نظم برنامجاً يومياً لحياته بعد مغادرته السلطة.. فقال في مستهل لقائه إنه يهتم بصحته جيداً وبممارسته الرياضة، وعن حبه للزراعة وأن لديه وقتاً للراحة بعد ابتعاده عن ممارسة العمل السياسي والتجول في الساحة والنظر إلى هموم ومشكلات المواطنين.. والحقيقة عكس كلامه، ولا يوجد شيء من هذا، وإنما هي بعض أكاذيبه وألعابه التي كان ولايزال يمارسها خلال عمله السياسي أو ما بعد ذلك. إن علي صالح منذ أن ذهب عن الحكم وهو غير مستوعب، ويبدو أنه منصدم وغير مصدق أنه قد غادر السلطة.. فالشعوب تحيا وتبقى كما هي لا تُغير ولا تُبدل والحكام يتغيرون ويتبدلون.. فعلي صالح لم يدرك حقيقة تلك المقولة، وفي عقليته أنه سيتسلط على اليمن وضياع شعبه طوال حياته بعد إهدارها طيلة 33 سنة.. فالكل أصبح يعرف حقيقة هذا العاشق الذي ستحكي عنه العرب من شرقها لغربها عن فساده وطغيانه ومدى خطورته ليس على مستوى اليمن فحسب بل على مستوى المجتمع العربي والدولي.. ويصبح أيضاً ذلك الحاكم الذي تحكي عنه اليمن بكل خيبة أمل وحسرة وندم على ما صنع في أرضها وأفسد فيها.. فاليمن الذي وصفها الرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام، حيث قال «اليمن يمان والحكمة يمانية»، فيمن الحكمة الذي لم يشهد منذ الأزمنة السابقة أي ظلم أو فساد أو انهيار أو انتهاك أو تعذيب أو اعتقال لحرية الرأي كما فعل علي صالح طيلة ثلاثة عقود. إن علي صالح أصبح كابوساً على اليمنيين، فمنذ قيام ثورة 11 فبراير 2011 الشبابية السلمية وتم التوقيع على المبادرة الخليجية وتسليم السلطة للرئيس المنتخب عبدربه منصور هادي.. لم يدرك علي صالح حقيقة الواقع المعيش ولم يؤمن بأنه قد رحل عن السلطة وليست هناك أي مبررات أو آمال تجعله يأتي ويعود إلى الحكم مرة أخرى.