الشاعر سعد بن جدلان وحينما تَدّقُ الساعةُ وَفقَ توقيتِ: «المعانات» فمّا ثمَّ إلا: «ابن جدلانٍ» بقامتِهِ الشعريّةِ السّامقةِ جَزالةً؛ إذ وحدَهُ مَن أعلنَ شذوذه عن منظمة : «المتسولين» ما أبقاه ُ للتّوِ صامداً وصادماً بحيثُ لم تقوَ رياحُ الابتذالِ على أن تهزّ له قناةً.. أو أنْ يلين لهُ موقف ٌ جراءَ: «وسخ الدنيا» الذي يودّه: «ابن جدلان» تارةً ويخشاهُ في الأخرى! ولئن تعثّرَ لحظةَ ضعفٍ فإنّه سُرعانَ ما ينهضُ متوثباً وكأنَ شيئاً لم يكن؛ لذا فلقد ألفيناهُ -رُغم طغيانَ شاعريّته/ونجوميّته- لم ينسَ مَن يكون فظلّ ذلك: «البدويُّ» الذي ما فتيء يستوعبُ بانكساراتِه المكانَ كلّه بجغرافيةِ مفردةٍ من تأريخِ: «الفقر» شهادة إدانةٍ يُحكم بها على الفقر بإطالةِ أمدِ حياتِه بين ظهرانِنَا بينما: «أمير المؤمنين عليٌّ» تمناهُ في حكومته رجلاً ابتغاء أن يقتله شرَّ قِتلةٍ! فيا أيها الفقراءُ.. انيخُوا مَطايا آذانِكم ببابِ مملكةِ شِعرٍ تخلّق في ذاتِ الرحمِ الذي تخلّق فيه فقرُكم.. ولتصافح آيادي معاناتِكم الذابلة كفَّ مفردةِ جمالِ صاحب جلالها: «ابن جدلان»! من روائعه: وهو هنا يخاطبُ الفقر بعد ما أصيب بفقرِ الدم: يافقر قلي وش تبي من ورانا زود على فقر الدراهم فقر دم ماحاشت يدينا غدابه عطانا نبذل ولانحسب يدينا عطت كم ولابه رصيد عندنا من يدانا إلا الفعول الطيبة خشية الذم لو انتسلف للغدا من عشانا نصبر ولو أحوالنا كلها هم لو الفقر ضيفٍ، وحنا معازيب يا مرحبا بالفقر، دقه وجله الفقر ماهو عيب تدري وش العيب؟؟ أنك غني والبيت محدٍ يدله لا ضاق صدرك والليالي تحدتك اصبر عليها والصبر زين لو طال لاتنحني للوقت وتروح هيبتك وتموت بالحسرة ولو كنت رجال واحذر تدور عند الأنذال حاجتك لاتقضي الحاجة ولاتستر الحال واحذر تبين لأقرب الناس سدتك لو تزعله لحظة حكت فيك الأقوال وإن صرت ضيف الناس لاتطول مدتك غالي تجي وتروح يا طيب الفال وإن كان همك بالزمن بس لقمتك الفول بريالين والخبز بريال