أظهر لنا عصر الإنترنت مشكلة أو كما سماها البعض بالمعضلة والوباء، ألا وهي مشكلة شراء الأدوية عن طريق الإنترنت بدون وصفة طبية؛ حيث أصبحت هذه القضية محل نقاش بين أهل الاختصاص من حيث آثارها الجانبية وتفاعلاتها الضارة وملابسات تعاطيها في محاولة لإنقاذ المجتمع من الخطر المصاحب لهذه القضية حتى ولو على المدى الطويل. وقد أظهرت بعض القنوات الفضائية تقارير تشير إلى تفاقم مشكلة أخذ الأدوية من غير وصفة طبية أكثر في بلاد العالم الثالث الفقيرة، وذلك لاتساع نطاق الأدوية المتاحة بدون وصفات كالمضادات الحيوية وعلاجات الأمراض العصبية والمزمنة وأخرى محظورة عالمياً. فيجب على كل فرد في المجتمع أن يعي أهمية العلاقة المتبادلة الصريحة بين الطبيب والمريض وذلك بأخذ المشورة والنصح، وأن يبين لطبيبه العلاجات التي يأخذها في البيت فبعضها قد يتفاعل ويتحول الدواء إلى داء. قد يتساهل البعض في أخذ العلاجات المسكنة ومخفضات الحرارة، ولا يرى باستشارة الطبيب في هذه الأدوية البسيطة في نظره لكن حقيقةً تناول هذه الأدوية كالإسبرين ومضادات الالتهاب دون وصفات طبية، يزيد حموضة المعدة ما قد يؤدي لقرحة فيها وفي الأمعاء. وتحذر الهيئة العامة للغذاء والدواء مراراً وتكراراً من شراء الأدوية والمستحضرات الصحية عن طريق الإنترنت وعدم الانسياق وراء الإعلانات المضللة في بعض المواقع الإلكترونية، التي تقوم ببيع الأدوية مجهولة المصدر وغير المسجلة في الهيئة، وقد يؤدي استخدامها إلى تفاقم الحالات المرضية التي قد تصل إلى حد الوفاة لا سمح الله. وأكدت الهيئة على أنها من خلال مفتشيها تقوم برصد المواقع الإلكترونية التي تروج للمستحضرات المجهولة وغير المسجلة، لمتابعة مسوقيها ليكونوا عرضة للمساءلة النظامية لاتخاذ العقوبات الرادعة بحقهم مشددة على أنها لن تقوم بفسح أي إرسالية تحتوي على دواء أو مستحضر صحي أو عشبي ترد إلى المملكة عن طريق شركات النقل والبريد، إلا بإذن مسبق من الهيئة ووفقاً لشروط ومتطلبات استيراد وفسح الأدوية والمستحضرات المنشورة على موقع الهيئة.