تبادل جيشا السودان وجنوب السودان الاتهامات بشأن حشد كل طرف قواته على الحدود بين البلدين، تحسباً للدخول في حرب جديدة، عقب فشل البلدين في الوصول إلى تسوية حول القضايا الخلافية بينهما. وفي تصعيد جديد وجّه رئيس دولة الجنوب سلفا كير ميارديت، بنشر قوات الجيش الشعبي وقوات الشرطة في المواقع الدفاعية، تحسبا لما ستسفر عنه الأوضاع على طول الحدود مع السودان. وقال نائب وزير دفاع دولة الجنوب، الفريق مجاك أقوت، في مؤتمر صحفي بجوبا: «شهد الشهران الأخيران تراكماً غير عادي للقوات على طول الحدود المشتركة مع جمهورية السودان، وقواتنا في حالة تأهب قصوى لصد أي هجوم من قبل الخرطوم، سنبقى في مواقعنا الحالية، وسنظل ملتزمين بالاتفاقات الموقعة في سبتمبر الماضي». وأوضح الفريق مجاك أقوت، أن بلاده قامت بإخطار عدد من الدول الإفريقية والاتحاد الإفريقي ومجلس الأمن في الأممالمتحدة بما وصفه انتهاكات السودان على الحدود، وقال: «إننا نشعر بالقلق مرة أخرى حول هذه العقلية المتشددة من النخبة الحاكمة في الخرطوم، الذين يريدون تصعيد الوضع على طول الحدود، وإثارة حرب ربما بين البلدين» . لكن الجيش السوداني نفى نشر قوات عسكرية تابعة له قبالة الشريط الحدودي بين البلدين، كما زعمت وزارة الدفاع في دولة الجنوب. وقال المتحدث الرسمي باسم الجيش، العقيد الصوارمي خالد سعد، إنه «لا صحة لاتهام جنوب السودان لنا بحشد قواتنا على امتداد المنطقة الحدودية، ولا توجد معارك مسلحة بيننا وبينهم، بل هناك تدخلات قبائلية، وهي التي أثارت النزاع المسلح الأخير». وأكد أن ذلك النزاع كان صراعاً قبلياً محضاً، ولا علاقة للجيش السوداني به على الإطلاق. من جهة ثانية تدهورت الحالة الصحية لرئيس جهاز الأمن والمخابرات السوداني السابق صلاح عبدالله قوش، المعتقل بتهمة المشاركة في المحاولة الانقلابية التي أجهضتها السلطات الأمنية في نوفمبر الماضي. وكشف شقيقه الأكبر عبدالعظيم قوش، في تصريحات صحفية، نقل قوش، إلى مستشفى (الأمل) التابع لجهاز الأمن السوداني، عقب إصابته بهبوط مفاجئ. وقال إن السلطات المختصة لم تخبر أسرته إلا عصر أمس بالأسباب التي استدعت إدخاله المستشفى، وكشف عن سماح جهاز الأمن لزوجته وابنته الطبيبة بزيارته. وكانت أجريت لقوش، عملية قسطرة في القلب بمستشفى الزيتونة التخصصي الشهر الماضي. ويعاني صلاح قوش، منذ سنوات من اعتلال في انتظام ضربات القلب. وكان الفريق قوش، اعتقل في نوفمبر الماضي مع عدد من العسكريين الإسلاميين بتهمة المشاركة في «محاولة تخريبية» ترمي إلى إنهاء حكم الرئيس عمر البشير، الذي وصل إلى السلطة عام 1989 بانقلاب عسكري، نظمته الجبهة القومية الإسلامية. وفي شأن متصل من المنتظر أن يعود إلى الخرطوم اليوم رئيس حزب الوسط الإسلامي الشيخ يوسف الكودة، قادماً من كمبالا عن طريق القاهرة، عقب توقيعه على وثيقة الفجر الجديد، التي وقّعت عليها أحزاب المعارضة السودانية والجبهة الثورية المسلحة. وينتظر أن تعتقل السلطات الأمنية د. الكودة، بمجرد وصوله إلى مطار الخرطوم على غرار اعتقالها قيادات المعارضة الأخرى. وكانت السلطات السودانية قد اعتقلت ستة من قيادات أحزاب المعارضة عقب عودتهم من كمبالا.