الكاتب الهاييتي جاك رومان من عدد من كتاب البحر الكاريبي يفجر في أدبه قضية ذلك الرجل الأوروبي الذي يسكن في داخله، ويعتبره جاك رومان محنة يصعب التعايش معها فالأوروبيون حملوا جدوده من سواحل إفريقيا إلى الدنيا الجديدة ليعملوا في مزارع القطن والسكر وبعد صراع مرير امتد لسنوات طويلة نال هؤلاء حريتهم ولكن ليكتشفوا أن أحفادهم يحملون الدماء الأوروبية في داخلهم بعد اختلاط عرقي ولد هجيناً من البشر لهم سمات إفريقية ولون برونزي. وجاك رومان يدلل على هامشية ذلك التزاوج الذي حدث بين الأوروبيين والإفريقيين وإنه بالرغم من وجود تلك الدماء الأوروبية في داخله إلا إنها لاتعدو أن تكون أكثر من فقاعة. «فلم يعد (الرجل الأوروبي) الذي جعلك نسلاً له على أن يكون فقاعة مثل بصقة يبصقها المرء على الساحل». هذا الأدب الغاضب الذي يعبر بشيء من المرارة عن تلك الحقيقة التاريخية هو السمة الغالبة في أدب البحر الكاريبي. أما كتاب وأدباء إفريقيا أمثال شنوا اشبي وول سوينكا من نيجريا وانقوقي من كينيا الذين لايحملون جذورا أوروبية وجدوا أنفسهم وهم يعبرون عن واقع إفريقي وقضايا إفريقية بلسان أوروبي فالرجل الأوروبي إن لم يسكن دماءهم فقد سكن ألسنتهم وفكرهم وتظل محاولة سلخه من جلودهم وتاريخهم بصورة واعية تتكرر في أدب الغضب الإفريقي.