عبدالله عنايت كم نحن حريصون أشد الحرص على تأدية الصلاة دون أن يخطر ببالنا أننا قد أزعجنا المصلين ببعض التصرفات السلبية، وأننا شوهنا مدخل المسجد بعدم وضع الأحذية في أماكنها المخصصة، بل وصل الحد ببعضهم أنه يدخل بحذائه داخل المسجد! شاهدني أحدهم وأنا أضع حذائي أكرمكم الله في أحد الرفوف المخصصة له في المسجد. فضحك وقال لي: «خائف عليها تنسرق»؟ أجبته بأن الرف لن يحميها من السرقة، ولكن حفاظاً على مدخل المسجد ومراعاةً للداخلين للمسجد، ولكنه لم يستوعب ما أقوله فوضع حذاءه مع الجميع. ماذا نسمي تراكم الأحذية أمام مدخل المسجد؟ هل هو قلة وعي؟ أم عدم مبالاة؟ إنني أناشد نفسي أولاً وأناشدكم جميعاً أن نبذل جهودنا لنظافة المسجد، فالمسجد بيت من بيوت الله، ومن أحب الله أحب بيوته، ولقد حثنا الإسلام على ذلك. فعن أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – قالت: «أمر رسول الله بِبِنَاء المساجد في الدور، وأن تُنظَّفَ وتُطيَّب». رواه أبو داود. ولقد كان لمسجد النبي -صلى الله عليه وسلم- خادم يقوم بتنظيفه والقيام بشؤونه، فهذا مؤشر إلى الالتزام والعناية بالمسجد والحفاظ على نظافته، فهو موضع مناجاة العبد لربه، والأحرى بأن يكون الأفضل نظافةً وعنايةً. وعلينا جميعاً أن نبرز أثر المسجد في حياة المسلمين بنشر الوعي والإرشاد في مجتمعنا. وذلك من أجل تحقيق أكبر قدر من الرعاية لكونه بيت من بيوت الله والمكان الأهم في تنشئة الأفراد واجتماعاتهم وتوحدهم قال تعالى: ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾.