رفض الأمين العام للجنة الإعلام والتوعية المصرفية في البنوك السعودية طلعت حافظ، وجود نيةٍ من البنوك في رعاية الأندية الرياضية، في وقت قاربت فيه عقود الأندية الجماهيرية مع شركات الاتصالات على نهايتها، وقال حافظ، في تصريح خاص ل«الشرق»: «البنوك السعودية تحترم القطاع الرياضي بما فيها الأندية، نظير ما حققته من نجاحات على جميع الأصعدة، لكن لا يوجد نظام في العالم يُجبر إدارة البنوك على كيفية التعامل مع فوائضها وأرباحها»، معتبرا أن إدارة الأموال وموضوع الرعاية يعودان إلى إدارة البنوك، وهي مَن تقرر ما تراه يخدمها، مشيرا إلى أن مَن يطالب مؤسسة النقد بفرض كيفية إدارة البنوك لأموالها سواء برعاية أندية رياضية أو غيرها فإنه يخالف مفهوم البنك المركزي، مشددا على أن مؤسسة النقد هي المنظم والمراقب لهذا النشاط المصرفي، وليست المدير لهذا النشاط. وأكد أمين لجنة الإعلام والتوعية المصرفية أن دعم ورعاية البنوك للأندية الرياضية يعود إلى إداراة البنوك وما تراه يخدم مصلحتها ونظرتها وأسلوبها في التعامل، وما ستجنيه من فوائد مقابل هذه الرعاية، منوها بمساهمات البنوك ودورها الكبير في خدمة المجتمع، ودعم جميع القطاعات بما فيها قطاع الرياضة والشباب. د. سالم باعجاجة ورد خبراء ومختصون اقتصاديون على كلام حافظ، مؤكدين أن البنوك بإمكانها دعم ورعاية الأندية الرياضية بمبلغ أربعة مليارات ونصف المليار ريال سنويا، دون أن تتأثر، وأبان الأكاديمي والخبير الاقتصادي الدكتور سالم باعجاجة، أن هناك 14 بنكا في السعودية، تخصص 10% سنويا من ميزانيتها للإعلان، موضحا أن أقل ميزانية لبنك سعودي لا تقل عن خمسة مليارات ريال، وقال: «لو خصص كل بنك جزءا من الميزانية الإعلانية، بحيث يستقطع فقط 400 مليون ريال من الميزانية، لكان حصيلة جميع البنوك قرابة أربعة مليارات ونصف المليار ريال». وشدد باعجاجة، على أن رعاية البنوك السعودية للأندية سيعود عليها بالفائدة والنفع الكبيرين محليا وخارجيا، خصوصا أن الأندية تلعب مباريات محلية وخليجية وعربية وقارية ودولية، وزاد: الملابس الرياضية وشعارات الأندية تباع في كل الأسواق، وتظهر خلال المباريات في معظم الفضائيات، وبالتالي فالعائدات الإعلانية ستكون أكثر بكثير مما ستدفعه، خصوصا أن الأنشطة الرياضة في المملكة تتابع بشكل مكثّف، بالأخص من شرائح الشباب الذين يشكلون ثلثي المجتمع السعودي، داعيا البنوك السعودية إلى دعم الأندية ورعايتها والمساهمة في دعم قطاع الشباب والرياضية. عبدالحميد العمري من جهته، أرجع عضو جمعية الاقتصاد السعودي الدكتور عبدالحميد العمري، عدم رعاية البنوك الأندية الرياضية إلى كونها قطاعا احتكاريا، ليس فيه منافسة، كما هو الحال في شركات الاتصالات، اضافة إلى أن الشريحة المستهدفة من قبل شركات الاتصالات الشباب وصغار السن «الأكثر متابعة للرياضة» بخلاف البنوك التي تستهدف أصحاب المال والأعمال. وأكد العمري، أن البنوك لا تؤمن بمبدأ المسؤولية الاجتماعية، ولا تدعم القطاع الرياضي بأي شيء، رغم أنها تعتبر أكبر قطاع من حيث تحقيق الأرباح على مستوى العالم، بحيث يمكن لأي بنك تحقيق قيمة رأسماله في سنتين فقط، داعيا البنوك إلى القيام بدورها في دعم قطاع الشباب والرياضية، الذي يمثل ثلثي المجتمع السعودي .