أقام النادي الأدبي في الرياض، مساء الأحد الماضي، لقاء مفتوحاً حول كرسي الأدب السعودي، الذي يحتفي النادي بتأسيسه بالشراكة مع جامعة الملك سعود. وأكد المشرف العام على الكرسي، الدكتور صالح الغامدي، أن الأدب السعودي بحاجة إلى مزيد من البحوث والدراسات، وأن الإبداع السعودي ثري كمياً، والكرسي يشترك مع الكراسي البحثية الأخرى بأمور عدة، لكنه يتميز بالحرية التي تكاد تكون مطلقة، فليست هنالك حدود للمجالات التي يعمل بها. وأشار خلال اللقاء المفتوح الذي عقد في النادي الأدبي في الرياض، إلى أن الجامعة بدأت بتمويل الكرسي مبدئياً، ويجب على القائمين عليه التفكير في مصادر تمويل أخرى، كما أن للكرسي أهدافاً بحثية عديدة، منها السعي إلى توطيد العلاقة بين الجامعة والمجتمع، وهنالك تقارير دورية تسلم للجامعة، كما أكد أن كل أعضاء الهيئة الاستشارية للكرسي من الأكاديميين. وأكد رئيس النادي الأدبي الدكتور عبد الله الوشمي أن النادي سيعلن قريباً عن شراكة مع جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، التي سبق وأن عقد النادي شراكة معها، بالإضافة إلى جامعة الإمام محمد بن سعود. وأشار إلى أن النادي يرحب بكل طارق لأبوابه، بل أن النادي هو من يطرق أبوابهم. كما أن النادي يرحب بالشراكة مع الجامعات والمؤسسات والإعلام والجمعيات، وأن مدير الجامعة كان المبادر بفكرة تأسيس الكرسي. واقترح رئيس النادي الأدبي في الرياض سابقاً الدكتور محمد الربيع بأن يتبنى الكرسي إصدار سلسلة للرسائل العلمية، وأن يهتم بالأدب السعودي في الخارج، وأن يعقد ندوات خارج المملكة، وأن يستقدم، ولو لأيام قصيرة، المختصين في الأدب السعودي، ويترجم الأدب السعودي إلى لغات أخرى. كما طالب أستاذا اللغة العربية في جامعة الملك سعود، الدكتور محمد خير البقاعي، والدكتور حسين المناصرة، أن تضاف كلمة العربي إلى الاسم، بحيث يصبح كرسي الأدب العربي السعودي، وأن تكون هنالك مجلة باللغة الإنجليزية لترجمة البحوث والأدب الإبداعي، وألا يتحول الكرسي إلى حشد من الإداريين يعطلون اتخاذ القرار، وأن يكون اتخاذ القرار في دائرة ضيقة، كما طالبوا بأن تكون هنالك صياغة للإنجازات، ولتوثيق المقالات والبحوث بشكل دوري، وأن يقيم ندوة دولية عن الأدب السعودي. كما اقترح نائب رئيس النادي الأدبي الدكتور عبد الله الحيدري تكريم الدارسين والرواد الأوائل الذين أنجزوا دراسات في الأدب السعودي، فهم الآن في الثمانينات من أعمارهم، ومنهم محمد الصالح صاحب أول رسالة في عام 1966. وأشار إلى أن هذه الأسماء عندما بدأت تدرس الأدب السعودي لم تكن هنالك مصادر، وكانت دراساتهم مسحية شمولية. كما اقترح الغوص في أرشيف الأدباء المتقدمين، وسنكتشف أشياء مهمة تكون إضافة للتراث الوطني. وأشار الشاعر عبد الله الصيخان إلى أن الأدب الحديث ظل بعيداً عن النقد والتعليم، ولا يُعرف بلد عربي نال نقداً من الخارج أكثر من الأدب السعودي. واستهجن رفض جامعة الإمام دراسات ونصوصاً لشعراء الحداثة، مشيداً بالخطوة والتوجه، التي تمنى أن تسهم في الوفاء للأدب السعودي.