لم تمر 100 عام على وفاة المستشرقة الانكليزية الليدي آن بلنت التي زارت منطقة حائل عام 1879، حتى تتبع أثرها حفيدها اللورد ليتون الذي زار قرية جبة التي أذهلت جدته وأوردت ذلك في كتابها «رحلة إلى بلاد نجد». وقالت المستشرقة الإنكليزية عن قرية جبة في كتابها: «من أغرب الأماكن في العالم، ومن أجملها. إنها إحدى مباهج النفود». وقال مالك قصر النايف الأثري في جبة ومؤلف كتاب «مدينة جبة لؤلؤة الصحراء» سعود الشمري ل «الحياة»: «إن جبة (100 كيلومتر شمال مدينة حائل) تعتبر واحدة من أكبر مواقع النقوش الصخرية في السعودية وهي متحف فني يضم آثار شعوب قديمة». وأضاف: «ان المسوحات الأثرية التي أجريت عامي 1976 و1977 كان الغرض منها اكتشاف الرسوم والنقوش الصخرية التي تحدث عنها الرحالة الأجانب». وتابع: «المنطقة مرت بأربع مراحل من الاستيطان البشري هي: مرحلة العصر الحجري الوسيط، والمرحلة التي شهدت نهاية العصر الحجري الحديث وبداية العصر النحاسي، مرحلة الثموديين والعرب، وكذلك احتمال وجود فترتين أو ثلاث فترات زمنية شاع فيها وجود البحيرات». وأوضح «أن جبة لاتزال مقصداً للسياح والديبلوماسيين»، مبيناً «أن المستشرق جورج أوغست الفنلندي زار جبة عام 1261ه وذكرها في كتابه «صور من شمالي جزيرة العرب». وحول تاريخ القصر الذي يملكه، قال الشمري: «إنه عبارة عن بيت كبير بني من الطين عام 1171ه، وكان القصر مقراً لإمارة جبة التي كانت تتولاها أسرة النايف، ومضافاً للمسافرين من حائل إلى الجوف والعكس، ويوجد به بئر يدوي محفور يسمى الحمالي وهو الأول من نوعه في القرية». وذكر أن «السياح الذين يرتادون جبة على مدار العام، يواجهون مشكلة عدم توافر السكن في القرية»، مؤكداً «أن السياح يجب أن يتولى مسؤولية إرشادهم أشخاص يتحدثون الإنكليزية وعلى قدر من الرقي والخبرة بآثار المنطقة».