المعلومات هي ناتج عملية تشغيل البيانات، فعلى سبيل المثال: لو قلنا إن عدد طلاب الفصل الدراسي الواحد خمسون طالباً فهذا يعتبر بياناً، أما لو أجرينا بعض العمليات الحسابية على هذا العدد بما يسمى «تشغيل البيانات» لأصبحت معلومات يمكن الاستفادة منها، فلو أخذنا المتوسط الحسابي لأعمار أولئك الطلاب ووجدناه يتراوح بين الخامسة عشرة والسادسة عشرة فهذه معلومة مفيدة، توضح لنا أن أعمار الطلاب في هذه المرحلة مقبولة، كذلك لو قمنا بتشغيل تلك البيانات بطريقة أخرى، ووجدنا أن نسبة النجاح تتجاوز التسعين في المائة فهذه معلومة مفيدة أيضاً، فالفرق بين البيانات والمعلومات أن «البيانات» لا تفيد إذا لم نُجرِ عليها عمليات تشغيل بينما «المعلومات» هي نتيجة تشغيل البيانات وهي ذات فائدة علمية. وحالياً أصبح الحصول على البيانات والمعلومات في منتهى السهولة من خلال وسائل الاتصال المختلفة عن طريق الإنترنت التي فتحت لنا آفاقاً واسعة بين شعوب العالم أجمع، أو عن طريق متابعة الدراسات التي تجريها مراكز الأبحاث محلياً وعالمياً. وما أريد قوله هنا أن المعلومات لا تقدر بثمن ولكن هل استوعب البعض مدى أهمية المعلومة ودورها في تطوير الذات والمجتمعات؟ إن المعلومة هي ما يميز مهنيّا عن آخر، ولم يتقدم كثيرٌ من الناس وما تميزوا إلا بقدر استيعابهم للمعلومات في مجالات عملهم، فالطيب ذو المعلومات الأفضل سيظلّ الطبيب الأفضل، وهكذا المهندس الأفضل والمحاسب الأفضل والمدير الأفضل والمعلم الأفضل، وحتى على مستوى الصحة الجسدية، فبفضل ما يكتسبه الإنسان من معلومات من خلال الآخرين أو من خلال الخبرات والمعطيات سيتجنب كثير من الأمراض وسينعم بالعافية ان وعى وأستوعب المعلومات عن مسببات الأمراض. إن الفضل يعود لله سبحانه وتعالى ثم إلى المعلومات التي ميّزت إنسانا عن آخر وميزت تجربة عن أخرى وبفضل الحصول على المعلومات تتطور الشعوب وتتقدم والتجربة اليابانية خير شاهد على هذا، فبفضل إدراكهم لأهمية المعلومة والتصميم على اكتسابها والاستفادة منها أصبحت الصناعة اليابانية هي الأفضل في العالم وتقدم الاقتصاد الياباني وعاد النفع على الشعب وبناء البلد، ونحن نحتاج إلى أن يدرك مجتمعنا أهمية المعلومة وقدرتها على تطوير الإنسان والمجتمعات وبالتالي نحتاج إلى تغذية العقول بمزيد من المعلومات المفيدة في شتى مجالات العلوم التي تفيد بدلاً من ضياع الأوقات في اللهو واللعب والاتكال على الآخرين من أجل التقدم والتطور في كافة المجالات سواءً على مستوى التخطيط الفردي أو الاجتماعي بما يعكس لنا مجتمعا متميزاً في وطن متميز.