جميلٌ أن نسمع أخباراً سارَّةً كانشغال الشباب والفتيات بالتطوع لخدمة وتنمية المجتمع، ولكن من السيىء أن يتحول التطوع إلى «موضة« ليصبح مجالاً للشهرة والتعارف، ويصبح سلبياً أكثر من أساسه الإيجابي؛ ففكرة التطوع قائمة على المساهمة والمساعدة لمن يحتاج إليها، وليست لكي تصبح شهرة. ففي مجتمعنا، مجتمع ال «تويتر» انتشرت صورٌ لشبابنا المتطوعين بكثرة، فأين التطوع ؟؟ على حدِّ علمي أن التطوع من القلب إلى القلب، وليس إلى ال»تويتر»، التطوع هو لكسب الأجر والمساعدة أكثر من كونها شهرة، شبابَنا وفتياتِنا: نحتاج إلى تطوع حقيقي، وليس إلى المجاملة، وبلهجتنا إلى»التميلح»، فأحياناً نرى بعضاً من متطوعاتنا تدفع صديقاتها إليه بدافع التسلية والتعارف، وينسين مجاله الرئيس وأساسه، وهو مساعدة مَن هم في حاجة للرعاية والسلامة، وأيضاً المساعدة في تقديم المعونات والعلاجات لإخواننا وأخواتنا في سوريا؛ فهم الأحقُّ بهذا التطوع، فجميلٌ أن نرى مفهوم التطوع لدى شبابنا يتطور ويتغير من فكرتهم بأنه للتعارف والتسلية ليكون خيرياً أكثر، فنحنُ بحاجةٍ للتطوع وهو بحاجة للشباب فلا مبنى بلا عمد. كما تحدثنا عن الجانب السلبي للتطوع سنتحدث عن إيجابياته فله فوائد كثيرة منها معرفة المحتاجين في بلدنا ورؤية حالهم وذكر الله على النعم التي نحن فيها، فكما نرى الذين هم أفضل على شاشات التلفاز نرى الذين هم أسوأ على الواقع، فنحن بخير ولله الحمد. أيضاً من إيجابيات التطوع التوسُّع والمعرفة أكثر، فالتطوع لا يكفي لكونه لتقديم المعونات والرعاية للفقراء، فكما أمكننا مساعدة المحتاجين من الفقراء أو الميسور حالهم نستطيع أن نساعد المحتاجين من المعتدل حالهم، فمثلاً نستطيع تنشيط حملات للقراءة وتوزيع كتب بلا مقابل ليقرؤوها، ونجعلهم يحبون ويميلون إلى القراءة أكثر، فهذا يعتبر من التطوع، والتطوع هو الإفادة للغير، فكما أفدنا الفقراء علينا أن نفيد باقي أعضاء المجتمع من كافة الحالات لتولد روح التعاون والمحبة كما أمر بها رسولنا عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.