ما زلت أتذكر تلك القناة الشعبية التي فور تأسيسها قبل سنوات شرعت في عمل زخم إعلامي شبه يومي ولمدة ساعات لإنقاذ رقبة قاتل من القصاص، وطفقت تبث رسائل الدعاة لأولياء الدم وتنقل على الهواء سفارات الوجهاء والأمراء، وتسجل قصائد مشاهير الشعر الطالبة للعفو، استمر الحال في هذه القناة عدة أشهر ومع الأسف تمَّ القصاص من الجاني ولم تفلح هذه البروبجندا. الآن أصبحت قنوات محترفة ولها صيتها مثل قناة ال MBC تحذو حذو تلك القنوات الشعبية الناشئة ومن خلال برامج جماهيرية كبرنامج الثامنة مع داوود في الترويج لمزادات الرقاب، وكأنه لا يوجد في السجون من المحكوم عليهم بالقصاص سوى محكوم القناة الشعبية وقناة ال MBC، كذلك الانزلاق في ركاب متاجري الرقاب بدلاً عن التشنيع وإنكار المبالغة في طلب الديات التي تصل إلى مبالغ خيالية. لكي نغفر لك ياداوود هذه العثرة الإعلامية في برنامجك الجماهيري، فنحن نتمنَّى أن تبرز الوجه المستحق للإظهار والإشهار، وأعني بذلك الكثير ممن عفوا لوجه الله ولم يطلبوا قليلاً أو كثيراً، أولئك الذين استجابوا لشفاعات خادم الحرمين فتعففوا عن المال وسطروا مواقف عظيمة تستحق التخليد، وليس لمن وضعوا رقاب أبنائهم تحت المزاد والمتاجرة ومن ظاهرهم من أدعياء الدعوة والإصلاح والذين لا أستبعد أن يقبضوا ثمن أتعابهم مثل مايفعل سماسرة التجارة.