فتح مركز طب الغوص والعلاج بالأوكسجين تحت الضغط في تبوك؛ الذي تشرف عليه مستشفيات القوات المسلحة، والذي يعد الثاني على مستوى مستشفيات ومراكز المملكة لعلاج غواصي وأفراد وضباط قوات المظلات، أبوابه ليستقبل جميع أنواع الغواصين من جميع أنحاء المملكة، وسط مطالبات بافتتاح المزيد من هذه المراكز العلاجية المتخصصة في المناطق الساحلية لإنقاذ حياة الغواصين. وقامت “الشرق” بجولة تُعد الأولى لمطبوعة سعودية داخل هذا المركز الذي قام بجهود قائد وحدة المظليين بالمملكة صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن تركي بن عبدالعزيز، واطلعت على الاستعدادات الكبيرة التي يبديها المركز في علاج الغواصين الغرقى والأجهزة والمعدات المستخدمة في ذلك. ورافق “الشرق” في جولتها الغواص سليمان محمد بن ناجم؛ الذي تلقى علاجاً داخل المركز الذي يعمل بداخله طاقم طبي وفني متخصص لإنقاذ حياة الغواصين، الذين يصابون بالغيبوبة، نتيجة التغيير المفاجئ في الضغط. ويُعد العلاج بالأوكسجين من أحدث أساليب العلاج، التي صادقت عليها الجمعية الأمريكية لطب الغوص، ويقوم بعلاج العديد من الإصابات سواء غرق الغواصين أو انقطاع التنفس لديهم والغيبوبة التي يصابون بها، بالإضافة إلى إصابات الطيارين الذين يتعرضون لمثل تلك الإصابات أثناء تحليقهم لمسافات عالية. وتتلخص فكرة العلاج بأن يقوم المصاب بتنفس الأوكسجين بنسبة %100 داخل غرفة الضغط، مما يؤدي إلى عصر الفقاعات الغازية الضارة داخل جسمه، وذوبان المزيد من الأوكسجين في سائل الدم وتنشيط الأوعية الدموية، وتنشيط عملية تكاثر الخلايا وتخفيض لزوجة كريات الدم البيضاء لمنع انسداد الأوعية الدموية المصابة، وتخفيف عملية تخثر الدم. وتحدث شقيق الغواص سليمان عن ملابسات إصابة شقيقه، قائلاً إنهما كانا في منطقة تسمى المارة، تبعد عن ضباء بحوالى 75 كيلومتراً جنوباً، حيث غاص شقيقه ما يقارب 160 قدماً، وشارف الأوكسجين على الانتهاء، فحاول الخروج على الفور دون أخذ الاحتياطات اللازمة والبقاء فترة على السطح، التي يوصى بها في مثل هذه الحالات لتفادي حالات تجاوز الضغط المفاجئ، مشيراً إلى أنه تم نقله إلى مستشفى ضباء، الذي وقف عاجزاً عن فعل شيء، لأن مثل هذه الخبرات غير متوفرة في المستشفيات الساحلية والمراكز الصحية. وأضاف أنه تم استدراك الأمر بالاتصال على المستشفى العسكري الذي قدم للمشغل الفني بغرفة الضغط بتبوك، ووصف له ما يمكن أن يقدمه كإسعاف أولي لحين تحويل الحالة التي وصفت وقتها بالخطيرة. من جهتهم، طالب أقارب الغواص سليمان بإنشاء مراكز طب الغوص والعلاج بالأوكسجين تحت الضغط في المناطق الساحلية التي يكثر فيها الغوص، كون هذه الإصابات مميتة، كما ناشدوا أيضاً نشر التثقيف لدى المستشفيات الساحلية وإنشاء دورات بكيفية التعامل مع مثل هذه الحالات.