هدد الرئيس التونسي المنصف المرزوقي بالاستقالة من منصبه في حال لم يتوصل الائتلاف الحاكم إلى اتفاق بشأن التعديل الوزاري الذي طال انتظاره في الشارع التونسي. وقال المرزوقي، في رسالة وجهها إلى حزب «المؤتمر من أجل الجمهورية» الذي كان يرأسه، ويعقد هذه الأيام مؤتمراً وطنياً، إنه سيقدم استقالته إن لم يتم الاتفاق على تعديل وزاري يكون محل توافق بين الشركاء في الائتلاف الحاكم. ويأتي تهديد المرزوقي، بينما أعلن مستشاره القانوني في الرئاسة أمس، سمير بن عمر، عن استقالته على صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك». وكتب بن عمر على صفحته «وضعت استقالتي من مهامي صلب رئاسة الجمهورية بين يدي رئيس الجمهورية، وطلبت منه وضع حد لمهامي لأني لم أعد أرى أي جدوى من بقائي في قصر قرطاج، فتخيرت التفرغ تماماً لمهامي صلب المجلس الوطني التأسيسي» . وتحول التعديل الوزاري إلى أزمة سياسية مع تمسك حزبي «المؤتمر من أجل الجمهورية» و»التكتل من أجل العمل والحريات» الشريكين في الائتلاف الحاكم الذي تقوده حركة النهضة، بتعديل يشمل وزارتي الخارجية والعدل اللتين يرأسهما وزيران من حركة النهضة. وتواجه حركة النهضة ضغوطاً بتحييد ثلاث من وزارات السيادة التي تحتكرها لكنها ترفض التخلي عنها. وفي سياق منفصل، اتهم حزب يساري تونسي أمس حركة النهضة التي تقود الائتلاف الحاكم بالوقوف خلف هجوم استهدف اجتماعاً له في مدينة الكاف في شمال غرب البلاد أمس الأول. ونقلت وكالة تونس إفريقيا للأنباء «وات» الرسمية عن كمال السايحي المنسق الجهوي لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد أن «عناصر سلفية أقدمت بعد ظهر السبت على اقتحام مقر المركب الثقافي بمناسبة انعقاد مؤتمر جهوي لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد، والاعتداء على عدد من الحاضرين مما خلف إصابة 11 منهم بجروح متفاوتة». وأضافت أن «مجموعة من العناصر السلفية قامت برشق مقر المركب الذي يحتضن مؤتمر الحزب بالحجارة رافعة شعارات معادية للحزب ثم اقتحمت قاعة الاجتماع بعد انطلاق أشغال المؤتمر فتصدى لهم أنصار الحزب وطردوهم من القاعة». وأوضحت «وات» أن «الاعتداء أدى إلى إصابة عدد من المؤتمرين، وتدخلت قوات الأمن باستعمال الغازات المسيلة للدموع لتفريق المجموعة السلفية المتكونة من حوالي 30 شخصاً وقامت بإبعاد المعتدين». غير أن الأمين العام للحزب شكري بلعيد اتهم مباشرة «مرتزقة حركة النهضة» بالوقوف خلف الهجوم. وقال بحسب ما نقلت عنه إذاعات محلية إنه «في نهاية اجتماعنا هاجمت مناصرينا مجموعة مكونة من مرتزقة حركة النهضة وسلفيين».