طالب المجتمعون في مؤتمر “حماية التراث الثقافي”، الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، والمنظمات الدولية، بضرورة حماية الآثار القديمة، مشددين على أهمية سن قوانين تحفظ سلامة التراث الحضاري، والتصدي لمن يقدم على تخريبها. و دعا المجتمعون في ختام المؤتمر، الذي عقد في القاهرة الخميس بالتعاون بين منظمة التعاون الإسلامي ووزارة الآثار المصرية ومركز البحوث للتاريخ والفنون والثقافة (إرسيكا)، إلى ترميم وصيانة هذه الآثار، وعدم تركها هدفا للسرقات أو عوامل التعرية. وطالبوا المجتمع الدولي، متمثلا في الأممالمتحدة واليونيسكو والقوى والمؤسسات المهتمة بالتراث الإنساني، بالعمل على حماية هذه المنشآت وتجريم محاولات المساس بها، داعين إلى إيجاد نصوص قانونية لذلك. وقال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إحسان أوغلو إن الحديث قد كثر في الآونة الأخيرة عن تصريحات أدلى بها البعض بشأن الرغبة في “تطهير” البلاد من بعض المظاهر التي تتعارض مع الدين الإسلامي في نظرهم، “سواء أكان هذا الأمر قد قيل على سبيل المبالغة أو الجد، فإنه يعكس توجهات متطرفة ومتزمتة تنم عن جهل بالدين الإسلامي الحنيف”. وأكد المختصون أن انتشار الأفكار الداعية لتدمير الآثار القديمة في الدول الإسلامية لو استمرت سوف تطال بشرورها كثيرا من بقاع العالم، مشددين على أن من شأن هذه الأفكار أن تظهر الإسلام والمسلمين بمظهر الجهل وانعدام التسامح، مشيرين في هذا الخصوص لحادثة تدمير ضريحي الإمامين علي الهادي والحسن العسكري في العراق، التي أدت إلى تداعيات خطيرة على الوحدة الوطنية في العراق بين السنة والشيعة، لافتين إلى أن بعض الغلاة ينادون بتدمير الآثار الفرعونية في مصر. ومن جهة ثانية، حذر الخبراء في المؤتمر من استمرار عمليات التهويد للمدن والمنشآت الفلسطينية، وبخاصة ما يحصل في مدينة القدس الشريف، من تغيير لطابعها العربي الإسلامي، مشيرين إلى أن الحفريات، التي تقوم بها قوات الاحتلال في منطقة المسجد الأقصى، باتت تهدد بانهيار المسجد، فضلا عن مواصلة السلطات الإسرائيلية العمل على تهجير سكان مدينة القدس من العرب والمسلمين بذرائع سياسية وإدارية. وعلى الصعيد نفسه، أشار المجتمعون أن الآثار التاريخية في سوريا، تتعرض للتدمير العشوائي من قبل الغارات الجوية أو البرية من دون أدنى اكتراث بالقيمة التاريخية والحضارية أو الدينية لهذه المآثر، مستنكرين في الوقت ذاته هدم الأضرحة الإسلامية في مالي وتونس. الشرق | جدة