أحيت فرقة الفنان بندر الجهني، الشعبية، سهرة عن «الألوان الغنائية البحرية»، أقامها فرع جمعية الثقافة والفنون في جدة، بمقره مساء أمس الأول، وسط حضور عدد من المثقفين والإعلاميين والمهتمين بالفن البحري الشعبي. وقدمت الفرقة أدوارا غنائية بحرية كانت تُؤدى من قبل بحارة على امتداد سواحل البحر الأحمر من الجهتين، بطريقة توثيقية، اعتمدت على مراجع تاريخية مطبوعة ومسجلة. وبدأت السهرة بكلمة لمدير فرع الجمعية المهندس عبدالله التعزي، نوّه فيها بقيام الفرقة بتوثيق الأعمال البحرية بشكل صحيح. وألقى رئيس لجنة الفنون الشعبية في الفرع الفنان محمد سليم، كلمة أشار فيها إلى أهمية توثيق الأعمال الغنائية الشعبية. فيما طالب رئيس فرقة أبو سراج للفنون الشعبية الفنان عمر العطاس، بدعم الفرق الشعبية، ومنها فرقة الفنان بندر الجهني، مقدما شكره لها على جهدها في توثيق الأعمال الغنائية البحرية. بعد ذلك أعلن مقدم الحفل الإعلامي، رئيس لجنة الإعلام والعلاقات العامة في فرع الجمعية، سهيل طاشكندي، عن بدء السهرة، حيث قدمت الفرقة أربعة أدوار للون البحري، وهي أدوار غنائية موثقة بحسب مراجع تاريخية، وهذه الأدوار هي: «الحلو لما انعطف»، وهو من الأدوار المصرية القديمة للفنان الراحل يوسف المنيلاوي، «زاهي جمالك فتني»، وهو دور مصري قديم أيضا للفنان الراحل سليمان أبو داود، «يام العباية»، وهو من الأدوار العراقية القديمة، ودور «يا نحيف القوام»، من الموشحات المصرية القديمة للفنان الراحل حسن عبده الحامولي. ثم تحدث الفنان بندر الجهني، وقدم فكرة عن توثيق فرقته الأعمال البحرية الغنائية، معتمدة على مراجع تاريخية وتسجيلات صوتية قديمة. واستمع الحضور إلى الأدوار الغنائية التي قدمتها الفرقة بأصوات مطربيها الأصليين القدامى من خلال تسجيلات قديمة، يعود تاريخها إلى أكثر من 120 عاما، تحتفظ بها الفرقة لتوثيق ما تقدمه من أعمال. وقال الجهني، الذي قدم خلال كلمته شرحا عن الفنون البحرية الغنائية منذ مئات السنين، إنهم من خلال هذا التوثيق التاريخي يُعيدون هذه الأعمال إلى أصولها، مؤكدا أن الفرقة أعادت أدوارا غنائية مصرية لا يعرفها المصريون أنفسهم، ولا يملكون لها توثيقا، مؤكدا أن هذا التوثيق يُحسب للفرقة كأول فرقة شعبية سعودية تؤدي هذا العمل.