الرياض – الشرق فساد مالي وإداري وشبهة إساءة استغلال الوظيفة والصلاحيات لتحقيق مكاسب خاصة. المقاول تعاقد من الباطن مع مؤسسة يعمل صاحبها في هيئة الطيران المدني مالكة المشروع. تشطيبات دون المستوى.. وموقع برج الرصد يؤثر على القراءة الصحيحة للحالة الجوية. كشفت الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد «نزاهة» عن مخالفات في مشروع مبنى الأرصاد الجوية بمطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينة المنورة، تتضمن تعاقداً من الباطن بما يخالف الأنظمة، وشبهة فساد مالي وإداري وإساءة استغلال الوظيفة الرسمية، فضلاً عن تدنٍ في مستوى التنفيذ. وأحالت «نزاهة» القضية إلى هيئة الرقابة والتحقيق لإجراء التحقيق فيما تم رصده من مخالفات، وإفادة الهيئة، نظراً لما شاب إجراءات المشروع وتنفيذه من فساد مالي وإداري، وهو ما انعكس سلباً على مستوى جودة التنفيذ. وذكر مصدر مسؤول بالهيئة أن المخالفات شملت ترسية عقد مشروع إنشاء مبنى الأرصاد المذكور على إحدى الشركات المحلية إلا أنها قامت بالتعاقد من الباطن مع إحدى المؤسسات لإنشاء المشروع دون موافقة الجهة صاحبة المشروع، بالمخالفة للمادة 71 من نظام المنافسات والمشتريات. وذكر المصدر أن صاحب المؤسسة المتعاقدة معها من الباطن، يعمل في هيئة الطيران المدني مالكة المشروع، ويملك سجلاً تجارياً للمؤسسة، وهو مكلف ضمن فريق الشراكة مع القطاع الخاص في نفس المطار، وعضو في لجنة الاستلام الابتدائي للمشروع ذاته، والتعاقد معه، كما أنه يخالف أيضاً المادة الرابعة من العقد المبرم بين هيئة الطيران المدني والمقاول، كما يعد مخالفة لنص الفقرة «و» من المادة 83 من لائحة موظفي ومستخدمي المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، إضافة لذلك فإن مشاركته ضمن فريق الشراكة مع القطاع الخاص لتنفيذ مشروع المطار، وفي لجنة الاستلام الابتدائي فيه تعارض للمصالح، فضلا عن استغلاله لوظيفته والصلاحيات الممنوحة له لتحقيق مكاسب خاصة. وقد لوحظ أن تشطيب المبنى سيئ، حيث لم يتم تركيب العوازل بالشكل الصحيح، كما رصدت تشققات في مبنى الرصد الجوي، وانبعاث رائحة الصرف الصحي بشكل مؤذٍ داخل المبنى، كما أن التوصيلات الكهربائية الداخلية سيئة وضعيفة، ولوحظ أن موقع برج الرصد الحالي غير مناسب، ويحيط بحظيرة الرصد حفر وردميات، وهو ما يؤثر على القراءة الصحيحة للحالة الجوية، نظراً لما تسببه من اختلاف في اتجاه الرياح وسرعتها، بالإضافة إلى تجمع مياه الأمطار داخل الحفر مما لا يعطي القراءة الصحيحة للأجهزة، ولوحظ افتقار المبنى لأدوات ووسائل السلامة، نظراً لأن المبنى يقع داخل حرم المطار وبالقرب من الطائرات وفي منشأة حساسة.