تعرض نائب رئيس حركة النهضة «عبد الفتاح مورو» إلى اعتداء لفظي وجسدي بمدينة جمال من محافظة المنستير وتحديدا أمام جامع المكي حيث كان ينوي إلقاء محاضرة بمناسبة المولد النبوي الشريف. ووجه مورو أصابع الاتهام للتيار السلفي في تونس بالوقوف وراء الاعتداء الذي تعرض له، الذي يُعد الثالث على التوالي إذ سبق للشيخ مورو أن تعرض للهجوم مرتين من طرف شباب ينتمون إلى التيار السلفي. ويُعد عبدالفتاح مورو في نظر التونسيين من الإسلاميين المعتدلين الذين يمثلون «الإسلام التونسي»، وهو من الشخصيات القليلة في حركة النهضة التي تلقى احتراما كبيرا من كل الأحزاب والقوى السياسية في تونس وحتى من اليسار. وقال مورو تفاصيل الحادثة «كنت مدعوًا إلى إلقاء محاضرة بين صلاتي المغرب والعشاء لكنني فوجئت عندما وقفت أمام الجامع لحظة الأذان بمجموعة من الشبان يقفون بعيدا عن المسجد وكأنهم يتربصون بأحد، وأتاني شاب يبلغ من العمر حوالي 18 سنة وحذرني من أن أولئك الشبان سلفيون وهم عازمون على منعي من دخول المسجد ومستعدون لضربي». وأضاف مورو أنه أبلغ هذا الشاب بأنه عازم على دخول المسجد وأنه لا يمكن أن يسمع الأذان ويمتنع عن دخول المسجد، وتابع قائلا «عندما هممت بدخول المسجد تقدم هؤلاء الشبان واعترضوا سبيلي وطلبوا مني المغادرة لأن الناس يكرهونني ونعتني بعضهم بالكافر والبعض الآخر بالمرتد و العميل للطاغوت». و حسب رواية مورو فإنه عندما تقدم نحو المسجد خرج أحدهم ووجه إليه لكمة ثم انخرط شبان آخرون في ضربه من كل الجهات وشتمه حتى أخرجوه من المسجد. ووصف مورو ما حدث بالقول «أحسست أن هناك غيظا شديدا و حقدا لا مبرر له إلا الجهل و تعطيل العقل واستباحة حرمات الناس و الاعتداء عليهم.. لقد أصبحنا نعيش فقرًا في فهم الدين و عدم إدراكه». و بمجرد انتشار الخبر، تفاعل الشارع التونسي ومواقع التواصل الاجتماعي مع الحادث وأعرب كثير من الناشطين عن تضامنهم مع عبدالفتاح مورو. في حين رأى آخرون أنّ ما حدث نتيجة حتمية لتجاهل النهضة والحكومة للعنف السياسي عموما وللتكفير خاصة من قبل مجموعات سلفية متشددة.