توفي فجر أمس الفنان والجسيس محمد أمان عن عمر ناهز ستين عاما، في مكةالمكرمة، بعد معاناة مع المرض، وصلي عليه ظهر أمس في الحرم المكي الشريف، ودفن جثمانه في مقبرة المعلاة. وعبر عدد من الشعراء والفنانين، عن بالغ حزنهم بوفاة أمان، واصفين رحيله ب»الخسارة الكبيرة»، مشددين على أنه مدرسة فنية متفردة، وقدوة في أداء فن المجس الحجازي، معتبرين أنه أحد رواده في الأربعين سنة الأخيرة. محمد أمان وقال «شاعر الوطن» إبراهيم خفاجي: «رحم الله محمد أمان، قدم كثيرا للفن الأصيل، لم يسهُ عن التراث والأصالة، كان محافظاً على أن يستمر الموروث الأصيل، وكان عوناً لعديد من الشباب الذين طلبوا يد العون منه، وكان ودوداً مُحباً للجميع». وأوضح الجسيس أكرم العروسي أنه برحيل أمان «فقدنا رمزا من رموز هذا الفن الحجازي الأصيل»، مشيرا إلى أنه كان «المعلم الأول لكل جسيس موجود حاليا في الساحة». وأضاف «تميز الراحل بطيبة القلب وصفاء النية وكان لايبخل على أحد بالمعلومة أو التعليم»، مشددا على أن الراحل «وضع بصمة مميزة في المجس الحجازي». وأكد الجسيس مختار السيد أن أمان تمتع «بطبقة صوت مميزة جدا»، يستطع من خلالها الدخول والخروج في المقام الواحد دون أن ينشز، مشددا على أن هذا دليل على قوة صوته وصفائه وأصالة موهبته. ولفت السيد إلى أن الراحل كان يدخل عدة مقامات أثناء ترديده المجس الحجازي، وهي سمة تمتلكها القلة القليلة من مؤدي فن المجس الحجازي الأصيل. وأشار السيد إلى أن أمان تتلمذ على يد الجسيس عبدالرحمن مؤذن بعد أن سمع صوته في بدايته، فعشق هذا الفن، وقرر الدخول في مجال الفن والإنشاد، مبينا أن البداية الحقيقية للراحل كانت عام 1386ه بمشاركة أفراح أهل الحارة. وأفاد أن الملك خالد بن عبدالعزيز أعجب بصوته عندما أقام صلاة العشاء في دار أحمد زكي يماني في الهدا، متمنيا أن يتم توثيق سيرة الراحل في كتاب يتم طباعته، إضافة إلى جمع كل مجساته في شريط توثيقي، لأنه يعد «قيمة في تاريخ فن المجس الحجازي». «جسيس مكة» في سطور: * محمد أمان الله محمد يوسف أحمد ملا. * ولد في مكةالمكرمة عام 1373ه. * بدأ الدخول في فن المجس من مكةالمكرمة 1386ه، واشتهر ب»جسيس مكة». * مهتم بالمجسات والفنون التراثية الحجازية. * عمل في بلدية المسفلة الفرعية في مكةالمكرمة عام 1400ه. * عمل في مكتب الإذاعة في مكةالمكرمة. * عمل مصوراً تليفزيونياً في استديو الحرم المكي الشريف. * توفي يوم الأربعاء 11 ربيع الأول 1434ه.