عبدالله الحصين أكد ل «الشرق» وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله الحصين، أن سدود الحماية حققت أهدافها في رفع شبح الخوف من السيول ودرء مخاطرها عن المواطنين في المناطق المنفذة بها، وقال إن هناك توجيهات مستمرة بتنفيذها لتحقيق الأهداف الاستراتيجية التي تقتضيها المصلحة، سواء لتوفير مياه الشرب خصوصا في مناطق عسير والباحة وجازان، أو دعم وتعويض مصادر المياه الجوفية للمناطق. وأشار الوزير الحصين إلى أنه في حال وجود ملاحظات في سد أو سدين، فهو أمر لا يمكن تعميمه، مؤكدا أن الوزارة تتابع وضع السدود أسوة بالمشاريع الأخرى وتعمل على معالجة القصور. وقال إن وزارته نفذت 422 سداً تبلغ سعتها التخزينية حوالي 1.97 مليار متر مكعب من المياه، فيما ينفذ حاليا 91 سداً تزيد سعتها التخزينية على 500 مليون متر مكعب، ومنها عدد من السدود التي ستنقل المياه منها إلى جدة ومكة المكرمة والطائف لتعضيد مصادر المياه ولتكون مصدراً احتياطياً في حالات الطوارئ. وحول استفادة المملكة من مشاريع السدود في الطاقة البديلة، قال الحصيّن إنه يتم عادة توفير الطاقة من السدود التي تبنى على الأنهار المستمرة الجريان وبكميات جيدة، وهو الأمر الذي لا يتوفر في المملكة، مضيفا أنه عند تنفيذ السدود على أودية كبيرة فإن الوزارة تعد دراسة فنية واقتصادية بمشاركة أحد بيوت الخبرة العالمية لبحث مدى إمكانية الاستفادة من السدود ذات التخزين العالي ولكن بطاقة محدودة. وأشار المهندس الحصين إلى أن السدود تعد من أهم وأعظم الإنشاءات المائية التي عرفها وطورها الإنسان لتحقيق عدد من الأهداف تبعاً للحاجة في كل موقع سواء لتوفير المياه للشرب أو الزراعة أو درء أخطار السيول والفيضانات عن مناطق التجمعات السكانية أو توفير الطاقة لخدمة المناطق السياحية . وأفاد أن المملكة بحكم موقعها الجغرافي وقلة مصادر المياه فيها وخلوها من الأنهار والبحيرات وتنوع مناخها وتفاوت معدلات الأمطار فيها؛ فإنها تهتم أكثر من غيرها بالمياه والمحافظة عليها وإعداد الأسلوب الأمثل لإدارتها وتحقيق الاستفادة القصوى من كل قطرة ماء في ظل التناقص المستمر لمصادر المياه التقليدية، لتحسين حياة المواطن واستقرار واستمرار نموه، مؤكدا أن هذا هو ما تحرص عليه الحكومة بدعم برنامج تنفيذ السدود، وهو ما يتفق مع النظرة بعيده المدى التي تؤكدها الدراسات الاستراتيجية المتخصصة وتوصيات المؤتمرات المائية المختلفة التي تحذر من خطر الجفاف القادم، مما يوجب على الجميع وخصوصا الدول ذات المناخ القاري بذل كل الأسباب لتوفير المياه، والاستفادة من كل قطرة ماء سواء مياه الأمطار أو مياه التحلية أو المياه المعالجة والإدارة الجيدة، والاستخدام الأمثل والترشيد في استعمالها لضمان حياة كريمة لنا وللأجيال المقبلة، وإعداد ما يلزم لذلك من أبحاث ودراسات وقرارات تكون بمثابة حلول للمشكلة، وعدم الانتظار حتى تنضب المصادر وتحصل الكارثة. وقال وزير المياه إن ما نوقش في مجلس الشورى بشأن وقف بناء السدود كان عبارة عن مقترح من بعض الأعضاء انطلاقا من دور المجلس في مناقشة ما يهم المجتمع، وإن الوزارة أوضحت وجهة نظرها وجدوى السدود وفائدتها ملموسة لدى الجميع، ومن مؤشرات ذلك الطلبات المتزايدة من المواطنين في مختلف المناطق لتنفيذ السدود على الأودية وهو ما تدعمه دراسات علمية، مضيفا أن الدراسة التي قامت بها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في 1409ه، أوضحت جدوى السدود وفاعليتها في الاستفادة من مياه السيول لتغذية المياه الجوفية، إذ يصل معدل التغذية إلى 93% من حجم المياه المخزنة في وقت الشتاء، و62 % في فصل الصيف، كما أن لدى الوزارة حالياً دراسة علمية تفصيلية للسدود وفوائدها وآثارها وأنسب البرامج لتشغيلها يقوم بها معهد الملك عبدالله للبحوث والدراسات الاستشارية في جامعة الملك سعود.