عندما تصدع الاتحاد السوفييتى أفاق الناس على أشلاء جسم كان في يوم من الأيام يثير الرعب في أقوى القوى العالمية بما يختزنه من أسلحة دمار شامل رهيب.. وأصبح من الصعب بل من المستحيل التقاط تلك الأشلاء وبناء أي شيء منطقي منها.. فما كان يجمع بينها لم يكن للمنطق فيه أي مجال.. القوة والهيمنة المنبعثة من اللجنة المركزية للحزب الشيوعي هي التي كانت تجمع بينهما وعندما انهارات هذه تفككت الأوصال وتطايرت الأشلاء. وما يعنينا هنا هو أن تفكك تلك الأوصال كشف ما تحتها من بنية تحتية رخوة ليس لها في مجال التكنولوجيا والتقدم العلمي أي باع فيه. خذ مثلا أجهزة الكمبيوتر الشخصي التي ملأت العالم التي تنتجها دول مثل تايلاند وتايوان وسنغافورة التي توجد عند أمريكي واحد من كل ثمانية أشخاص، لا يوجد منها في الاتحاد السوفييتى (القديم) أكثر من مائة ألف جهاز توجد في مكاتب الدولة والمؤسسات والكمبيوتر الشخصي لم يكن متيسراً بالمرة. هذا إذا علمنا أن الصناعة الروسية التي تولت إنتاج تلك المائة ألف جهاز تنتج أجهزة لا تعمل منذ أن تفارق «الكرتونة» التي جاءت فيها. وبعد الاحتكاك بالغرب نشط العمل في مجال الكمبيوتر الشخصي للحد الذي جعل شركة من كليفورنيا تفتح فرعا لها في موسكو. ولكن كم من الزمن مضى قبل أن يصبح ذلك الجهاز أمرا عاديا في المنازل في روسيا؟