عبّر سكان حي تلال الدوحة (مخطط الموسى) في الظهران عن حجم معاناتهم التي يواجهونها بسبب عدم تكامل الخدمات في الحي، مشيرين إلى ما يعانونه من عدم الاهتمام بنظافة الحي وعدم إعادة رصف الشوارع التالفة وتعديل الإنارة وتشغيلها في المواقع غير المتوفرة فيها، مؤكدين أن ضياع المسؤولية بين الأمانة وصاحب المخطط هو السبب الرئيس في حدوث هذه المشكلات. أبسط المقومات غائبة وقال عدد من السكان خلال حديثهم ل»الشرق»، إن الحي من الداخل رغم أنه من الأحياء الجديدة والفاخرة بموقعها المتميز، التي من المفترض أن تكون ذات طابع حضاري يعكس وجه المنطقة، إلا أنه يفتقد مع كل ذلك لأبسط مقومات الأحياء النموذجية. «الشرق» تواصلت مع وكيل مالك المخطط إبراهيم الدوسري، الذي رد بأنه لا علاقة لهم بالمخطط، وأن دورهم انتهى عند بيعه، مبرراً ذلك بأنهم سلموا المخطط للأمانة بعد توفير جميع الخدمات فيه، مشيراً إلى أن الحي معمور حالياً بنسبة 70%. تسابق إلى الشراء ثابت الشريف أحد سكان «تلال الدوحة» يقول: يعدّ هذا الحي أحد أفضل وأغلى الأحياء قيمة، حيث يتجاوز سعر المتر المربع فيه 1400 ريال، ما دفع كثيراً من ساكنيه حالياً إلى الشراء فيه وبناء مساكنهم لتوقعهم بأن الحي سيظل كما كان عليه عند الشراء، إلا أن ذلك تغير بمرور الأيام ولم يبقَ الوضع على ما هو، حيث بدأ الإهمال الواضح والخراب يدب في الحي ابتداء بالحديقة والنخيل التي كانت على جنبات الشوارع، انتهاءً بالأرصفة التي تكسرت والمرافق الأخرى في المخطط التي أهملتها الأمانة ولم تلتفت إلى صيانتها منذ أن سكنت في الحي. غياب الصيانة ويضيف الشريف «بدأت الإنارة تنقطع تدريجياً عن شوارع الحي حتى أصبح 70% منها لا يعمل، ما يهدد الحي بالسرقات وانتشار الحيوانات الضالة»، لافتاً إلى أنهم حاولوا مراراً الاتصال بخدمات الطوارئ للكهرباء (904) ولكن دون فائدة، كما أنهم تحدثوا مع أحد مهندسي بلدية الظهران، الذي أفاد بأنهم في الأمانة لم يتسلموا الحي من المالك حتى الآن، وهو لايزال في عهدة المالك المطور «شركة الموسى»، ولابد من تكليف المطور بالصيانة الدورية للحي كالمعتاد، موضحاً أنهم كسكان لهم حقوق وعلى الأمانة واجبات لابد من تنفيذها، ومن المفترض أن يكون الحي في عهدة المطور لمدة سنة كاملة ثم يسلمه بكامل صيانته دون نقص أي خدمات، وهناك خلل إداري إما أن يكون في الأمانة أو لدى المطور فالخلل غامض، ونحن على هذا الوضع منذ ما يقارب الأربع سنوات. ويقول ثابت الشريف إن رد الأمانة له عند مراجعتهم كان بمثابة الصدمة، حيث أبلغوه بأنهم لا يستطيعون القيام بأي خطوة تجاه الحي، فالحي بحسب الأمانة ليس مصنفاً لديها في صيانة المشروعات وليس على عهدها. الدوريات الأمنية ويضيف سعد الدوسري أحد سكان الحي، أن الحي يفتقد إلى وجود الدوريات الأمنية بين فترة وأخرى كإجراء أمني يُشعِر السكان بالطمأنينة في ظل انقطاع الكهرباء في الشوارع، مستغرباً من هذا التجاهل التام للحي، وأضاف «أما عن النظافة فقد أصبحت مشكلة كبيرة، والوضع مزرٍ إلى أبعد الحدود، والمؤسف أن الحي ضائع بين المطور والأمانة»، مطالباً بأن يكون هناك تسليم وتسلم للحي حسب النظام، وذلك بين المالك والأمانة، كما ذكر أن الوكيل إبراهيم الدوسري لشركة الموسى العقارية، سلم المشروع بشكل خاص للأمانة وقد جهزه للتسليم ولم يجد من يتسلمه منه. الأمانة والمطوّر وذكر المقاول من شركة الأعمال الكهربائية والصيانة المهندس عبدالمنان، من الجنسية الباكستانية، أن هناك مشكلات منذ أربع سنوات تقريباً، وقال «حين جئنا لنتسلم المشروع منذ ستة أشهر من الأمانة، فحصنا الحي كاملاً، ولاحظنا أن هناك أكثر من 400 إنارة مطفأة، وبعض اللوحات تالفة، وكذلك بعض الكيابل التالفة والمحروقة، وبعضها غير موجودة أصلاً، وقد صوّرنا المشروع وذهبنا إلى البلدية، حيث أفادنا المهندس بندر المالكي بأن هناك مشكلة بين الأمانة والمطور الموسى، فلم نتسلم المشروع». لا جواب منذ شهر بدورها، حاولت «الشرق» الاتصال بالناطق الإعلامي في أمانة المنطقة الشرقية محمد الصفيان، وأرسلت له استفسارات بشأن وضع الحي، إلا أنه لم يرد على الاستفسارات المرسلة له منذ أكثر من شهر. جانب موحش من الحي الإهمال وغياب النظافة والصيانة في تلال الدوحة (تصوير: حمدان الدوسري)