من وجهة نظري لا يستطيع شخص مهما كان اطلاعه أن يقيّم ويعدّد بإيجاز إنجازات الأمير محمد بن فهد خلال أكثر من 27عاماً مضت، شهدت فيها المنطقة الشرقية على اتساع مساحتها الجغرافية نهضة عمرانية وتطوراً ملحوظاً طال شتى المجالات الاقتصادية والتجارية والسياحية والعمرانية، بالإضافة إلى مبادرات عدة لا يمكن حصرها، في المجالات الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية، واستفاد منها السواد الأعظم من أبناء المنطقة، وكذلك هو الحال مع الأمير سعود بن نايف الذي خدم المنطقة كنائب لأميرها نحو9 أعوام كان له فيها دور بارز في التنمية التي عاشتها الشرقية، إلى جانب متابعته الدائمة وتوجيهاته في كل ما من شأنه تطوير المنطقة التي عاشت مسيرة تنموية متميزة تمتد لأكثر من 27عاماً. اليوم سأتحدث بشكل موجز عن الجانب الإنساني لكلا الأميرين اللذين اعتبرهما عينين في رأس، فالذي لم يتعامل بشكل مباشر مع الأمير محمد يعتقد أنه إنسان متعال أو متكبر ولكن الحقيقة هي عكس ذلك تماماً، فهو في قمة التواضع واحترام الآخرين والحرص على مصالح الجميع، وللحقيقة عندما اتصل به ليلاً أو نهاراً في موضوع ما، وبالذات التي تخص الجوانب الإنسانية أو الاجتماعية، إلا وكان مبادراً ومباركاً وداعماً بكل ما تعنيه الكلمة، ويحاول تذليل جميع الصعوبات لإنجاح أي عمل فيه فائدة للمواطنين، ففي هذين الجانبين هناك مبادرات عديدة للأمير محمد منها المعلن، ومنها كثير غير معلن، خاصة في مجالات التنمية الإنسانية وما يخص ذوي الدخل المحدود الذين كان يوليهم اهتماماً خاصاً ويحرص دائماً على وفاء احتياجاتهم ومساعدتهم. أما الأمير سعود بن نايف الذي عرف بتواصله الدائم مع الجميع ومتابعته لجميع ما يهم المواطنين، سأذكر باختصار ثلاثة مواقف تدل على حرصه وتواضعه للجميع، أولها عندما كان نائباً لأمير المنطقة الشرقية وزار جمعية السكر التي يرأسها الأخ المعطاء عبدالعزيز التركي، حضر كأي شخص عادي وبدون تميّز في المظهر (مشلح) أو نحوه، وفي التوقيت المحدد بالضبط إن لم يكن قبل ذلك، وكان متعاطفاً وإنسانياً بما تعنيه الكلمة مع الجميع ويسأل عن أحوال جميع من حوله، والبعيدين عنه سواء كان صغيراً أو كبيراً أو مسؤولاً أو مواطناً عادياً، أما الموقف الثاني فكان عندما ترجّل عن كرسي نائب أمير المنطقة أرسل خطاباً شخصياً لي، وأكيد للكثير غيري، يشكرهم فيه على ما قدموه له من دعم خلال وجوده في منصبه، وثالثاً عندما تشرفت بمرافقة معالي وزير المالية في زيارة رسمية لإسبانيا التي كان حينها سفيراً للمملكة لديها، ووقت وصولنا كان حوالى الحادية عشرة مساءً لمطار عسكري وكان سموه في المطار يستقبل الوفد ويطمئن عليه، بل أكثر من ذلك فعند وصولنا لمقر إقامتنا في الفندق وجدنا في الغرف المخصصة لنا باقة ورد وكرت تهنئة بالسلامة، ورقم هاتف للاتصال في حالة الحاجة منه شخصياً. وفي الختام لا يسعني إلا أن أقول شكراً يا بن الفهد فقد كنت خير سلف ومرحباً يا بن نايف يا خير خلف، لإكمال مسيرة زاخرة بالجهد والعمل المتواصل في سبيل نهضة المنطقة وسكانها، وحفظ الله لهذه البلاد ولاة أمرها وعلى طريق الخير سدد خطاهم.