نواف بن سليمان يسأل مدرس المرحلة المتوسطة الطلبة: ما تعريفكم للمرأة؟ فيرد الطلبة بصوت واحد: الأم، الأخت، والزوجة. ومثله يفعل مدرس الثانوي، ودكتور الجامعة، وفقيه التليفزيون، وخطيب الجمعة يزيد أنها جوهرتنا المصونة.. ويتبادر للذهن هل رسخت هذه العبارة في أذهاننا وأصبحنا نطبقها قولاً وفعلاً؟ لقد أحطنا أنفسنا بالخصوصية، بكل شيء لنا خصوصية، نحن نختلف عن البشر في جميع أنحاء المعمورة، هكذا أقنعنا أنفسنا! وأحطنا المرأة بخصوصية من صنع خيالنا، وأصبغنا عليها قوانين توارثناها، من باب العادات والتقاليد، حتى تجد أن الرجل يشتاط غضباً عندما يراه أحد معارفه أو أصدقائه مع زوجته أو أخته ويلقي عليه السلام! تبحث المرأه عن الرجل لتبني معه المستقبل، وتحيط خيالها بآمال وتطلعات، ويقول لها القدر: على هونك! رجالٌ هائمون بعيداً عن مسؤولياتهم، ونساء تائهات بحثاً عن الأمان، والحقوق المسلوبة! خنقنا المرأة بين جدران أربعة، وطلبنا منها أن تقوم بجميع الأدوار، عندما يتخلى الرجل عن أبسط واجباته، ويصبح اسماً دون فعل! يتباهى أمام الناس برجولته شكلاً، وتضيع هذه الرجولة خلف الجدران، لا قولاً ولا فعلاً! ويتفرغ لإرضاء ذاته، هائماً بين المقاهي والاستراحات وملذات الدنيا الجائزة وغير الجائزة! ومطالباً بجميع حقوقه! تجد المرأة نفسها أصبحت الأب والأم، مطالبة بقائمة لا تنتهي، منها ما تستطيع فعله ومنها ما يستطيع فقط الزمن فعله! تنسى المرأة أنها أنثى، وتهدها متاعب الحياة، وعندما تحاول أن تجد طريقة لأنوثتها، تجد أن الآخر في سبات عميق، إما لعدم قدرة أو لتشبُّع واستغناء! تأسف لمنظر زوجة أو أم ابتليت بزوج، أو ابن مدمن! تركها الجميع تصارع قدرها، وأنهكتها كل الحيل، ولم تحمها سلطة قانون! تأسف لحال امرأة تطلب حريتها من زوج ظالم، ولم يأسف لحالها مصلح أو قاضي، وهو يؤخر الجلسة تلو الجلسة، وبعد أن يفنى عمرها، ينطق بكلمة الحرية! تأسف لحال امرأة حطمها رجل قاسٍ، ارتضت أن تعيش معه، فقط حباً في أولادها! تأسف لحال أرملة لم تسعفها الظروف لإكمال تعليمها، ولا تجد شيئاً تسد به أفواه أطفالها، ونحن نتصارع بين شرعية وعدم شرعية عمل المرأة كاشيرة أو بائعة في محل مستلزمات نسائية! وعندها تتساءل: هل نحن من يدفع هؤلاء للرذيلة؟! مجتمع ظاهره حماية حقوق المرأة، وباطنه لا يرى قيمة لها! مجتمع لايرى حقاً إلا للرجال، ولا يرى عيباً إلا في النساء! مجتمع لا ينظر إلى المرأة إلا من نصفها الأسفل!! وتتساءل هل تستحق: الأخت، والأم، والزوجة، هذه المعاملة؟!