صدر عن دار الصدى للصحافة والنشر والتوزيع عدد جديد من مجلة دبي الثقافيّة، مرفقاً بكتابين هديّة للقرّاء. ويُعدّ كتاب قضايا وشؤون مسرحية، الواقع في 367 صفحة من القطع المتوّسط، لمؤلفه فرحان بلبل، الإصدار الحادي والسبعين، من سلسلة كتاب دبي الثقافية. وتألف الكتاب من قسمين: الأول عُنِيَ بالمسرح العربي في سبعة فصول، حملت العنواين: جمهور المسرح إلى أين؟ هل يعود النص المسرحي إلى الخشبة؟ المسرح ووسائل الاتصال، أو المسرح يحارب نفسه، الحداثة في المسرح العربي، المسرح الفقير، الرقابة والحرية في المسرح العربي، القواعد الفنية لبناء المونودراما. واهتمّ القسم الثاني بالمسرح السوري، متناولاً عنواين في خمسة فصول: مسرح الهواة في سوريا، والارتجال في المسرح وأخطاؤنا الشائعة فيه، ومسرح الأطفال في سوريا ماضيه وحاضره، وثقافة الممثل وأثرها على البنية الفنية للعرض المسرحي، وفواز الساجر والمسرح السوري «تحليل وذكريات». وأكّد فرحان بلبل المُشغول منذ أربعين عاماً بفنّ المسرح، كتابةً ومتابعةً وحضوراً لمنصاته وعروضه المُتفرِّقة، في أنحاء البلدان، في مؤلّفه هذا، على أن المسرح يترك تأثيره الجمالي، ويدفع بالمجتمعات نحو التقدّم وتغيير بنيتها الفكرية، والسياسية، والاقتصادية، ومحرّضاً على المشاركة في الفعل الاجتماعي، فقط إذا جعلناه فنّاً للجمهور، وليس للنخبة أو الفئة. وناقش بلبل علاقة الجمهور بالمسرح، في فترات صعودها، حين كان المسرح معبراً عن قضاياهم، ومكملاً لنهضتهم، ومستشهداً بمسرحية «حادثة جريح بيروت»، وهي منظومة شعرية تمثيلية غنائية تشرح حالة جريح من جرحى بيروت، للشاعرين المصريين حافظ إبراهيم وإسماعيل صبري، ولحنها سلامة حجازي، ووزع أدوارها وعرضها ضمن مسرحياته في دمشق. ورغم ما فيها من ضعف فني، صفّق لها الجمهور ودوّى بصفيره وصياحه! وذلك لأجل قضية دافعت عنها. وبعد تلك الفترة ضعفت الرابطة بين المسرح وجمهوره، وأرجعها فرحان إلى الإسراف في البصريّات، وفقر النصوص المقدمة إلى البنية الدرامية القوية، فكان واقع مسرحنا العربي آنذاك، أشبه بالفيديو كليب الحالي. وربطها بحالات اليأس الذي تعيشه الأمة العربية وغياب الأمل بالتغيير. أما اليوم فيرى فرحان أن المسرح قادر على استعادة قوته وحيويته، رغم زحمة وسائل الاتصال المرعبة، بشرط التركيز على عنصريّ الكلمة ذات الطابع الإنساني العميق، والممثّل ذي الثقافة الواسعة. ليكون العرض حينها بوتقة حارة ينصهر فيها المتفرجون، بمختلف أذواقهم واتجاهاتهم وأفكارهم، عندها سيكتشف المتفرج أن ما رآه متعة خاصة لا شيء يماثلها، أو يحلّ محلها. وتطرّق إلى فن المونودراما موضحاً أركان كتابتها، ومنتقداً عدم توّجه النقاد لإيضاح تقنياتها، واستنباط قواعدها، مما أدّى لفوضى أدبية وفنيّة، انعكست على هذا النوع من مسرحيّاتنا في العالم العربي. والكتاب الآخر، جاء بعنوان: رحلة في بلاد الماركيز، للشاعر والإعلامي أمجد ناصر، في 139 صفحة، وهو الإصدار الثاني والسبعين للمجلة. ويُصنّف ضمن أدب الرحلات. احتوى الكتاب على جملة عناوين، وهي: «أمالفي» المدينة المعلقة: الجبل ليس سهلاً!، في بلاد ماركيز، كائنات فرناندو بوتيرو، أكثر من وجه لكولومبيا، يسار ويمين ومخدرات، ماركيز ومجموعته، البيت الكبير، في بلدة بابلو إسكوبار. وصرّح سيف المري، رئيس تحرير دار الصدى، على الغلاف الخلفي للكتاب، بحرص الدار على التنويع في مشروعاتها الثقافية، لهذا اختير كتاب من أدب الرحلات، تعميماً للنفع ومحاربةً للرتابة المُفضية إلى الملل.