“المجالس كالمدارس في الأحواز” غرست هذه المقولة في ذهن كل أحوازي دون استثناء، ومردّها هو الاهتمام الكبير الذي يوليه الأحوازيون للتشبث بالعادات والتقاليد والتراث والحكم والأمثال والشعر والقصائد وطقوس القهوة العربية التي لا تخلوا منها المضايف. وشأنهم شأن بقية العرب يتباهى الأحوازيون بالشجاعة والشهامة وإكرام الضيف واحترام الصغير للكبير والأدب والبلاغة. ورغم تقديرهم للعلم، لا يرى الأحوازيون في المدارس الحكومية – الفارسية – المكان المناسب لتربية أبنائهم، خاصة وان المدرسة تتسبب في ضعف اللغة العربية عند الأبناء وفرض اللغة الفارسية، وكذلك فرض الكثير من المواد غير المرغوب بها كتعليم التلاميذ أشعار “فردوسي” التي لا تخلو من الطعن والشتم والكراهية ضد العرب وتحقيرهم. وكل ذلك إضافة إلى مفاهيم أخرى تتنافى وما يتلقاه الأحوازي من تربية دينية وأخلاقية، وتنظر إليها الأسر العربية على أنها لا تخرج عن كونها تحريفا واضحا وصريحا للدين الإسلامي الحنيف. والاحتلال الفارسي الإيراني لا يكف عن الاستمرار في محو الهوية العربية في الأحواز وطمس معالمها وإتباع سياسة التفريس، وأمام هذه السياسات العنصرية لا يجد الأحوازي مخرجاً سوى التمسك بعاداته وتقاليده وتراثه العربي المتمثل في المجالس العربية. ورغم حملات الاحتلال الإيراني المتكررة لغلقها من خلال اعتقال أصحابها أو إبعادهم إلى مدن فارسية ووضعهم تحت الإقامة الجبرية، إلا أن الأحوازيين ظلوا متمسكين بها بترديدهم الدائم لمقولة “المجالس كالمدارس”.