الرياض – محمد العوني 50 % من مياه شبه الجزيرة العربية جوفية.. وهناك سوء سلوك مائي طالب نائب وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، الحكومات العربية بإعادة النظر في طرق استخدام المياه خاصة في الزراعة، لافتاً إلى أن العالم العربي يستورد أكثر من 300 مليار متر مكعب من المياه سنوياً في شكل مواد غذائية، محذراً «إذا لم تتحرك الدول الآن فكارثة الجفاف والعطش القاتل لا محال قادمة». جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها أمس، عقب افتتاحه فعاليات المؤتمر الدولي الخامس للموارد المائية والجافة، الذي يقام تحت رعاية ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز خلال الفترة ما بين 7 و9 يناير الجاري في جامعة الملك سعود. وأشار إلى أن العالم العربي يواجه كارثة جفاف شديدة تحدق بمستقبل الأمة العربية وأجيالها، مؤكداً أن نقص المياه يشكل خطرا حقيقيا يتصدر قائمة التحديات الكبرى، ويتجاوز في طبيعته وأبعاده قدرات التنمية المتاحة لأي دولة، ما لم تتوفر العلاجات السريعة والصحيحة، القائمة على التخطيط السليم والإدارة المالية المتكاملة والأمن المائي لكل دولة. وقال إن 90% من المناطق العربية صحراوية قاحلة ذات موارد مائية منخفضة ومحدودة وتبخر مرتفع تصل نسبته إلى 80%، مبينا أن 50% من مياه شبه الجزيرة العربية جوفية ونتيجة لعدم وجود أنهار في معظم الدول العربية، فإن أحواض تلك المياه تعد المصدر الرئيس، بل الوحيد للمياه العذبة والمتجددة. وتابع نائب وزير الدفاع أنه نتيجة للسحب الزائد من تلك الأحواض فإن نسبة عالية جداً من مناطقها وصلت إلى حالة من الاستنزاف الأقصى والملوحة العالية، والتلوث العضوي وغير العضوي، وأن ذلك قد يؤدي إلى حدوث دمار كامل للطبقات الصخرية الحاملة للمياه الجوفية، وقد تكون في وقت ليس بالبعيد. وأفاد أن من يتابع الإحصاءات المائية يصاب بالفزع، فالندرة زادت والتلوث استشرى، والتصحر اتسع ومشاريع التنمية تتراجع، وأضحى الصراع يطرق كل باب على الرغم من تلك الجهود المبذولة. وأبان الأمير خالد أن ثمة ظواهر طبيعية تفاقم الكارثة المائية، وأخرى بشرية بيد الإنسان وهو الخاسر الأول والأخير، لافتاً إلى أن تلك الأعمال البشرية يمكن أن تسمى «سوء السلوك المائي للإنسان»، وأنه علينا أن نوجه جهودنا نحو تربيته التربية المائية الصحيحة. من جهته، أوضح مدير جامعة الملك سعود الدكتور بدران العمر دور المؤسسات التعليمية الحديثة الذي لم يعد محصورا في الدائرة الأكاديمية والتعليمية فحسب، بل تجاوزه إلى فضاء أرحب بات واجبا على الجامعات التحليق فيه لأداء دورها الحقيقي داخل مجتمعها. وأشار إلى أن منطقتنا تصنف في درجة منخفضة من ناحية الوفرة المائية وهطول الأمطار. من جانبه أوضح أمين عام جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه، رئيس اللجنة العليا للمؤتمر الدكتور عبدالملك بن عبدالرحمن آل الشيخ، أن المؤتمر يهدف إلى إثراء الجائزة بنشاطات علمية ذات علاقة بالمياه، إلى جانب تطوير المعرفة وتبادل المعلومات في مجال المياه والبيئة والصحراء والاستفادة من التقنيات الحديثة في دراسات المناطق الجافة وشبه الجافة ومواردها الطبيعية. وفي ختام الحفل كرم نائب وزير الدفاع الجهات الداعمة للمؤتمر، كما تسلم درع تكريم لافتتاحه الفعاليات من مدير جامعة الملك سعود. وتناول الفريق البحثي للدكتور جاد جل من جامعة كاليفورنيا بيركلي تطوير طريقة مبتكرة وفعالة لعلاج تلوث المياه الجوفية بالزرنيخ التي قد تنقذ حياة الملايين من البشر وتقيهم من المشكلات العلمية ذات الصلة بالتسمم بالزرنيخ؛ حيث تشير التقارير الدولية إلى أن 20% من الوفيات حالياً في بنجلاديش بسبب تلوث مياه الشرب بالزرنيخ. وفي سياق آخر حضر نائب رئيس هيئة الأركان العامة الفريق عبدالعزيز بن محمد الحسين، أمس وتحت رعاية نائب وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، ندوة « آليات ووسائل ترسيخ مفاهيم النزاهة والشفافية بالمنظومات الإدارية والعسكرية» التي نظمتها وزارة الدفاع ،وذلك بنادي ضباط القوات المسلحة في الرياض. من جهة أخرى رأس نائب رئيس هيئة الأركان العامة اجتماع فريق العمل المختص بدراسة التقرير الخاص بمدونات قواعد السلوك بوزارة الدفاع والقوات المسلحة. .. ويلقي كلمة خلال انطلاق المؤتمر