دعا صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز نائب وزير الدفاع، الحكومات العربية بإعادة النظر في طرق استخدام المياه وبخاصة في الزراعة، لافتا النظر إلى أن العالم العربي يستورد أكثر من 300 مليار متر مكعب من المياه سنويا في شكل مواد غذائية. وحذر سموه بقوله: (إذا لم تتحرك الدول الآن فكارثة الجفاف والعطش القاتل لا محال قادمة). جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها سموه أمس، عقب افتتاحه لفعاليات المؤتمر الدولي الخامس للموارد المائية والجافة، والذي يقام تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع خلال الفترة من 7-9 يناير 2013 في جامعة الملك سعود. وأشارالأمير خالد بن سلطان إلى أن العالم العربي يواجه كارثة جفاف شديدة تحدق بمستقبل الأمة العربية وأجيالها، وأن نقص المياه يشكل خطرا حقيقيا يتصدر قائمة التحديات الكبرى، ويتجاوز في طبيعته وأبعاده قدرات التنمية المتاحة لأي دولة، ما لم تتوافر العلاجات السريعة والصحيحة، القائمة على التخطيط السليم والإدارة المالية المتكاملة والأمن المائي لكل دولة. نائب وزير الدفاع يدعو الحكومات العربية بإعادة النظر في طرق استخدام المياه وقال سموه سموه إن 90% من المناطق العربية صحراوية قاحلة ذات موارد مائية منخفضة ومحدودة وتبخر مرتفع تصل نسبته إلى 80%، مبينا أن 50% من مياه شبه الجزيرة العربي مياه جوفية ونتيجة لعدم وجود أنهار في معظم الدول العربية، فإن أحواض تلك المياه تعد المصدر الرئيسي، بل الوحيد للمياه العذبة والمتجدد. وتابع سموه أنه نتيجة للسحب الزائد من تلك الأحواض فإن نسبة عالية جدا من مناطقها وصلت إلى حالة من الاستنزاف الأقصى والملوحة العالية، والتلوث العضوي وغير العضوي، وأن ذلك قد يؤدي إلى حدوث دمار كامل للطبقات الصخرية الحاملة للمياه الجوفية، وقد تكون في وقت ليس بالبعيد. وأفاد سموه أن من يتابع عمل الهيئات والمنظمات والمجالس والإدارات المائية العامة والخاصة يدرك حجم الجهد المبذول من القائمين على شؤونها، مشيرا إلى أن من يتابع الإحصاءات المائية يصاب بالفزع، فالندرة زادت والتلوث استشرى، والتصحر اتسع ومشاريع التنمية تتراجع، وأضحى الصراع يطرق كل باب على الرغم من تلك الجهود المبذولة. وأبان الأمير خالد أن ثمة ظواهر طبيعية تفاقم الكارثة المائية، وأخرى بشرية بيد الإنسان، الخاسر الأول والأخير الإنسان، الذي يحارب التلوث بضراوة، هو نفسه المتسبب فيه، بإفساده لمصادره المائية واستخدامه غي الرشيد للصالح منها. وبين سموه أن تلك الأعمال البشرية يمكن أن تسمى إنما "سوء السلوك المائي للإنسان"، وأنه علينا أن نوجه جهودنا نحو تربيته التربية المائية الصحيحة، التي أضحت واجبا ومسؤولية لكل أفراد المجتمع، فمشكلات نقص المياه وتلويثها ليست مشكلات فنية فحسب، بل معظمها لا حل لها من دون جهد بشري صادق، لتربية أفراد المجتمع تربية مائية صحيحة، ينتج عنها سلوك مائي رشيد ينمي الوعي المائي ويزيد المهارات والاتجاهات والسلوكيات السليمة لدى المواطنين. من جهته، استعرض الدكتور بدران العمر مدير جامعة الملك سعود اسهامات صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز رحمه الله في دعم ورعاية المعرفة ومشروعاتها في الجامعة التي احتضنها برعايته ودعمه بتبنيه العديد من برامجها العلمية. وأوضح العمر في كلمته في المؤتمر، أن دور المؤسسات التعليمية الحديثة لم يعد محصورا في الدائرة الأكاديمية والتعليمية فحسب، بل تجاوزه إلى فضاء أرحب بات واجبا على الجامعات التحليق فيه لأداء دورها الحقيقي داخل مجتمعها. وأضاف العمر أن هذا الدور هو دور متعدد المهام يأتي من ضمنه بحث القضايا المهمة التي تمس المجتمع وأفراده، وطرحها للنقاش بالاستعانة بالخبراء في مجالها، وأن ذلك يتأكد حين يكون المجتمع يعاني من مشكلة في أمر محوري كقضية الماء وندرته التي تعد تحديا خطيرا يهدد الوجود الإنساني. وتابع أن منطقتنا تصنف في درجة منخفضة من ناحية الوفرة المائية وهطول الأمطار، مشيرا إلى أنه من هذا المنطلق جاء تنظيم هذا المؤتمر. من جانبه أوضح الدكتور عبد الملك بن عبدالرحمن آل الشيخ أمين عام أمين عام جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه، رئيس اللجنة العليا للمؤتمر، أن المؤتمر يهدف إلى إثراء الجائزة بنشاطات علمية ذات علاقة بالمياه، إلى جانب تطوي المعرفة وتبادل المعلومات في مجال المياه والبيئة والصحراء والاستفادة من التقنيات الحديثة في دراسات المناطق الجافة وشبه الجافة ومواردها الطبيعية. وأضاف آل الشيخ في كلمته في حفل الافتتاح، أن المؤتمر يهدف كذلك إلى تبادل الخبرات بين متخذي القرار والخبراء والعلماء للوصول إلى تكاملية وشمولية الحلول للمشاكل ذات الصلة بالمياه، مشيرا إلى أنه مؤتمر دولي يركز على الأبحاث العلمية الأصيلة التي تتناول محاولات جادة لحل مشكلات المياه والبيئة في المناطق الجافة. وفي ختام الحفل كرم الأمير خالد بن سلطان الجهات الداعمة للمؤتمر، كما تسلم درع تكريم لافتتاحه الفعاليات من مدير جامعة الملك سعود. جانب من الحضور الأمير خالد بن سلطان يتسلم هدية تذكارية من د.العمر