تبدو الأريكة الجلدية بمظهر أنيق ورائع، غير أن هذا الشكل الجميل لا يدل على جودة الخامات المستخدمة، فالأمر ليس مجرد تصميم ولون فقط، ولكي يتمكن المرء من استعمال الأريكة الجديدة أو مقاعد غرفة الطعام لأطول فترة ممكنة، يجب أن تتمتع قطع الأثاث هذه بالقوة والمتانة، فضلاً عن ضرورة العناية بها بشكل جديد. ونظراً لأنه غالباً ما يجلس المرء على الأرائك والمقاعد لساعات طويلة ويتحرك عليها جيئة وذهاباً، ويقفز عليها الأطفال في مرح وسعادة، فإنه ينبغي على المرء عند شراء قطع الأثاث الجديدة الاستفسار عن مدى مقاومتها للاحتكاك والتآكل، ودرجة ثبات ألوان خامات الفرش في حالة تعرضها للضوء وأشعة الشمس المباشرة، ومن الأمور المهمة أيضاً أن يستعلم المرء عما إذا كان القماش يظهر عليه “وبر” بسرعة أو ينتج عُقداً صغيرة. كما يتعين على المشتري الاهتمام بتعليمات التنظيف والعناية بالأغطية بصفة خاصة؛ لأن كل الخامات ستتعرض للاتساخات عاجلاً أو آجلاً. وأوضح فيلفريد غاتزكه، من رابطة خبراء الأثاث الألمان، قائلاً “حتى الجلوس العادي على الأرائك والمقاعد يؤدي إلى ظهور ما يعرف باسم “هجرة الألوان”، وهذه الظاهرة تعني انتقال الألوان من قطع الملابس الداكنة مثل سراويل الجينز إلى مفروشات الأرائك والمقاعد مع ترك آثار لونية عليها”. ولا مفر من انتقال ألوان الملابس الداكنة إلى مفروشات الأرائك، حيث يظهر ذلك مع الكسوات ذات الألوان المشرقة والزاهية بصفة خاصة، وأوضح الخبير الألماني أنه لا توجد أقمشة أو خامات سهلة التنظيف والعناية بها. وبشكل أساسي تعدّ الخامات الصناعية مثل البوليستر والفسكوز أسهل في التنظيف من الأقمشة المصنوعة من الألياف الطبيعية مثل الحرير والكتان والصوف والقطن. وبالنسبة للمنازل التي يوجد بها أطفال صغار أو حيوانات أليفة ينصح فيلفريد غاتزكه بضرورة استخدام كسوات أثاث قابلة للغسل مثل الجلد الصناعي، إلا أن الخبير الألماني يعترف قائلاً “ولكن أنواع الجلود الصناعية الرخيصة سرعان ما تتشقق وتتمزق”. أما الأنواع عالية الجودة، مثل الجلد الطبيعي، فتتمتع على العكس من ذلك بعمر افتراضي طويل. ويعدّ جلد “الأنيلين” من أفخر وأجود أصناف الجلود الطبيعية على الإطلاق، وأوضح الخبير الألماني (غاتزكه) خصائص هذا النوع، بقوله “يتميز جلد الأنيلين بوجود الآثار الطبيعية للجلد عليه، مع تمتعه بدرجة فائقة من المسامية، وهو الأمر الذي يجعله حساساً للغاية، ويصبح دهنياً مع مرور الوقت”. وهناك نوع آخر يشبه جلد الأنيلين، وهو عبارة عن جلد طبيعي يتم تغطيته بطبقة لونية واقية، لكنه يظل محتفظاً ببنية الأنسجة والملمس المميز للجلد الطبيعي. ويمتاز الجلد الأملس، الذي يُعرف أيضاً باسم الجلد المغطى، بسهولة تنظيفه والعناية به؛ حيث يتم تغطية هذا النوع من الجلود بطبقة لونية مرنة بالكامل. ومَن يرغب في اقتناء فرش جلدي يتمتع بعمر افتراضي طويل ومقاومة عالية ضد الاحتكاك والتآكل، فإن الخبير ينصحه بشراء الأطقم ذات الألوان الداكنة.وغالباً ما تتعرض المفروشات الجلدية لأضرار بفعل الضوء وأشعة الشمس أو الجفاف، لذلك يُفضل عدم وضع الأرائك الجلدية بالقرب من مصدر التدفئة مباشرة أو بجوار النوافذ، وهذا ينطبق أيضاً على الموديلات وقطع الأثاث المزودة بكسوات مصنوعة من خامات أخرى؛ لأن الألوان في جميع أنواع الأقشمة تبهت في حال تعرضها لأشعة الشمس المباشرة. وأضاف غاتزكه “من الأمور المهمة التي يجب مراعاتها مع الفرش الجلدي أن تتم معالجته بمواد عناية دهنية بصورة منتظمة”، ويمكن القيام بذلك من خلال تنظيف الفرش الجلدي بحرص باستخدام مكنسة كهربائية لشفط الأتربة والغبار وفتات الطعام، وبعد ذلك يتم مسح سطح الجلد بواسطة قطعة قماش رطبة. وبشكل عام ينصح الخبراء بضروة الحفاظ على استدامة الأثاث من خلال تجديد وترميم القطع المتهالكة والقديمة، ويقول أندرياس غيبهارد “ليس من الضروري أن يشتري المرء قطع أثاث جديدة في كل مرة، بل إنه من المفيد في كثير من الحالات أن يقوم المرء بإعادة تنجيد الأرائك والمقاعد بفرش جديد، أو يتم إصلاحها وتجديدها”. ويمكن الحفاظ على المقاعد لأطول فترة ممكنة من خلال استخدام أغطية مسند الظهر. وعادةً يمكن خلع الأغطية والكسوات من المقاعد والأرائك وغسلها، وبالتالي يتمكن المرء من الحفاظ على نظافة المفروشات المنزلية بطريقة سهلة وبسيطة مثلما هو متبع مع الوسادات ومفارش السرير. غير أن الكثير من الكسوات تتحمل دورات الغسل حتى درجة حرارة تبلغ ثلاثين مئوية. وفي بعض الأحيان قد يكون من الصعب على المرء غسل الأغطية والكسوات التي تم خلعها من الآرائك والمقاعد في الغسالة الأوتوماتيكية.ويحذر سيغفريد لانج، من رابطة تنظيف المنسوجات والمفروشات بمدينة بون غربي ألمانيا، قائلاً “إذا تعرضت المفروشات للانكماش قليلاً فتكون هناك مشكلة”، وفي هذه الحالة فإنه ينصح بتكليف أحد المتخصصين بتنظيف قطع الأثاث المنجد. وفي أغلب الأحيان يقوم هذا الخبير بعملية التنظيف في الموقع مباشرة، أو يقوم بنقل قطع الأثاث إلى ورشته الفنية لتنظيفها. الأغطية تساعد في الحفاظ على الأرائك