طالب علماء بضرورة المسارعة في استصدار قوانين تجرّم الإساءة للمقدسات الدينية، بعد أن أصدرت مجلة فرنسية تدعى «شارلي أبدو»، عدداً خاصاً يتحدث عن الدين الإسلامي. وحسب موقع «أخبار أوروبا» الإلكتروني، فإن المجلة نشرت قصة مصوّرة ساخرة عن حياة النبي محمد -صلى الله عليه وآله وسلم-، بعدما أثارت في السابق غضباً من قِبل المسلمين بسبب نشرها رسومات تسيء إلى النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، لكن ناشر المجلة قال إنها تختلف هذه المرة. ودافع ستيفان شاربونيير، المعروف باسم «شارب»، عن رسومات المجلة، قائلاً «يأتي الإسلام في المرتبة الثانية في فرنسا، وفي الواقع لا يعرف كثيرون شيئاً عن محمد، ولا عن دينه». وأضاف «إنه دين يخيف الناس، ففي كل مرة نتحدث عنه نتحدث عن التفجيرات التي قامت بها المجموعات المتطرفة القليلة. ولذلك أعتقد أن علينا أن نعرّف الناس بشخصية محمد ودينه». ورأى العلماء في حديثهم ل»الشرق» أن تكرار نشر الصور آتٍ من عدم وجود تحرك قوي من جهات رسمية إسلامية وغير إسلامية تطالب بتجريم الإساءة للأديان والمقدسات من أي جهة كانت، مطالبين في الوقت نفسه بأن يكون رد المسلمين حضارياً. د. إبراهيم الدويش وقال الأمين العام لمركز رؤية للدراسات الاجتماعية الدكتور إبراهيم الدويش، «يجب أن تكون ردة الفعل منضبطة وحضارية، خصوصاً أن هناك من يترصد للمسلمين، فكلما هدأت الأوضاع سارع المسيئون بعمل فعل ما للإساءة للرسول أو للإسلام ليتم استغلال ردة الفعل السلبية وتصوير المسلمين على أنهم همجيون ومتخلفون». وشدد الدويش على أن خير رد على مثل هذه الأفعال هو «تقديم المسلم القدوة الأنموذج في بلاد الغرب، الذي يعدّ السفير الحقيقي للإسلام في الغرب». وأضاف «عندما يتمثل المسلم بأدب وخلق الرسول وتعامله، فإن الآخرين سيحترمون ديننا، في حين أن كثيرين يقدمون الصورة السلبية عن المسلم أخلاقاً وتعاملاً». وشدد الدويش على أن تكرار الإساءات للإسلام لا يتحملها المسلمون بقدر ما تتحملها الهيئات والحكومات، التي لم تسارع حتى الآن إلى استصدار قوانين تجرّم الإساءة للدين الإسلامي والمقدسات بشكل عام. د. سعد الشهراني واتفق الأمين العام للهيئة العالمية للعلماء المسلمين الدكتور سعد الشهراني، مع رأي الدويش، مشيراً إلى أن الغيرة على الإسلام والرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- أمر محمود، لكن يجب أن لا تخرج عن الرد الحضاري، داعياً إلى ضرورة استغلال مثل هذه الإساءة للتعريف بالإسلام والذب عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وذلك بترجمة الكتب التعريفية بالإسلام بلغتهم، وتقديم مشروعات إيجابية مثل مشروع التعريف برسول الله صلى الله عليه وسلم. وشدد الشهراني على أن الغرب لو عرف الرسول حق معرفته لما تجرأ على الإساءة إليه، مشدداً على أن سيرة خاتم الأنبياء تعدّ أنموذجاً لو عرفه الغرب لأحبوه. ولفت إلى أن الردود السلبية الانفعالية ذات أثر محدود، ومسيئة للمسلمين، أما الردود الفعالة العلمية الإيجابية، فسوف تكون ذات أثر محمود وطويل الأمد.