الدمام، الرياض – سليمان النفيسة، محمد فضل الله سماح العبيدي: ساومني خطيبي على ترك العمل لإتمام زواجه بي نهى عبدالعزيز: نسينا الحياة الاجتماعية.. والشركات لا تقدر تعبنا لمياء السهلي: نتعرض لمساومات مستمرة في محيطنا الأسري مريم العبدالله: منتصف الليل موعد دخولنا المنزل قامت الشرق «بجولة» على المحال التجارية، والتقت عدداً من العاملات في محال بيع المستلزمات النسائية، وذلك لبحث الأوجه الإيجابية والسلبية في أعمالهن، حيث اتفقن جميعهن على أن عملهن في بيع مستحضرات التجميل والعطور والمستلزمات الأخرى، لا يلبي طموحاتهن، بل يسبب لهن إشكالات عدة في إطار أسرهن ومجتمعاتهن، مما قد يجعلهن عرضة للشائعات والأحاديث السلبية التي يسمعنها من جيرانهن أو أقربائهن لعودتهن في منتصف الليل لمنازلهن. كما ألمحن إلى أن المتزوجات يعانين من تقصيرهن في حقوق أزواجهن ومنازلهن بالإضافة إلى ضعف المردود المادي الذي يضيع غالبه في المواصلات اليومية من وإلى العمل، التي قد تصل إلى أربعة مشاوير وقد تصل تكلفتها المادية إلى ألفي ريال شهرياً. كما شددن على أن العمل في هذا المجال قد يعرضهن بشكل مباشر لمساومات في حال خطبتهن، فالمجتمع لا يزال رافضاً لعملهن حسب وجهة نظرهن، بَيْد أن منهن من وجدت في عملها عديداً من الجوانب الإيجابية؛ مثل العثور على الزوج المناسب في بيئة الزواج، والاستقلال المادي لمجابهة ظروف الحياة، والاعتماد على النفس، ومعرفة جوانب حياتية جديدة. بدل نقل تقول الشابة لمياء السهلي « إن أصعب المشكلات التي تواجهنا هي المواصلات، فتكلفتها الشهرية تصل لحوالي 1500 ريال، ورغم أن الشركة راعت هذه النقطة وصرفت للنساء العاملات «600 ريال» بدل نقل شهري، وهو أعلى نسبياً من بدل النقل لدى الرجال، ومع ذلك لا زالت هذه المشكلة تؤرقنا « وأضافت « الأمر لا يقف عند المواصلات فقط، حيث مشكلة ساعات العمل التي تصل لتسع ساعات يتخللها ساعة للراحة، وهي الساعة المقسمة على أوقات الصلوات الأربع، مما يعني أننا لا ننتهي من عملنا إلا الساعة الحادية عشرة مساء، مما قد يسبب لنا مشكلات عائلية واجتماعية، هذا بالإضافة لعدم توفر السائق في كل الحالات «. وقللت السهلي من النظرة الاجتماعية للمرأة العاملة في محلات المستلزمات النسائية قائلة « الحمد لله، النظرة ليست بالقاصرة، ولكن البعض قد يعاني من المساومات المستمرة خصوصاً إذا ما كانت عازبة وتقدم لها خاطب «. واستطردت قائلة « في أغلب الأحيان يفرض عليها الخاطب الخروج من عملها قبل الزواج لما في ذلك من تقصير في أداء واجابتها إذا ما عملت حتى الساعة الحادية عشرة «. عمل آمن و تحدثت الشابة مريم العبدالله عن تجربتها في العمل والمنظور الأسري لعملها قائلة «عندما تقدم خاطب لي ساومني على ترك عملي وإتمام الخطبة، وكان العذر من وجهة نظره اختلاف طبيعة العمل بين الرجل والمرأة «. وأضافت « رغم أننا نعمل في محل نسائي إلا أننا نستقبل أحياناً مشرفي المحال لفحص البضاعة وتسليمها وأحياناً أخرى أزواج زبوناتنا، مما قد يعرضنا لمواقف وتحرشات، ولكن الحراسات الأمنية للمجمع والمحال بالمرصاد دائماً، لذلك ولله الحمد العمل آمن إلى حد بعيد». مشكلات أسرية وسلطت مريم الضوء على طول فترة العمل قائلة « نعمل يومياً «شفتين»، الشفت الأول من الساعة الثانية والنصف ظهراً حتى الساعة التاسعة والنصف والآخر ينتهي الساعة الحادية عشرة، وفي الإجازات الأسبوعية الحادية عشرة والنصف، مما عرض الكثير منا لمشكلات أسرية وأحياناً تكون مجتمعية، وتتمحور دائماً حول عودة الفتاة في منتصف الليل لمنزلها حتى وإن كانت متزوجة «. وأضافت « المشكلة أيضاً أن المتزوجات قد يقصرن في حقوق أزواجهن لطول المدة، فهي تخرج من الساعة الثانية ظهراً ولا تعود حتى منتصف الليل». ترقيات وعلاوات وأوضحت سماح العبيدي طبيعة عملها والإيجابيات من وجهة نظرها قائلة « بالرغم من العوائق فإن العمل في هذا المجال مريح نوعاً ما، فقد نالت الكثير من صديقاتنا ترقيات وعلاوات، منهن من أصبحت مشرفة وأخرى أصبحت مساعدة لمدير المحل، ولكن لم تخرج هذه الترقيات عن إطار عملها في مجال المبيعات». و ألمحت سماح إلى معاناتهن من العقوبات الغير مبررة التي تصل لخصومات من أجورهن الشهرية قائلة – رداً على سؤال إذا ما كانت هناك زيادات في أجورهن- « أبداً لا يوجد، بل على العكس نعاني من خصومات في الأجور بدون أسباب تذكر وتقدمنا بشكوى للإدارة لحل المشكلة ولا زلنا في الانتظار». أربعة مشاوير وشكت نهى عبدالعزيز التي تعمل في مجال بيع المستحضرات التجميلية المشكلات التي تعاني منها زميلاتها الأخريات في بقية المحال وقالت « أخرج من منزلي قبل عملي بساعة كاملة للوصول في الوقت المناسب، بالإضافة إلى أن السائق يكلفني في مشوار واحد فقط 500 ريال من مدينة سيهات حتى مكان عملي في الدمام وأشكر الشركة على صرفها بدل الانتقال للنساء وهو ما يقارب الستمائة ريال، إلا أنها لا تكفي فنحن نتكلف أربعة مشاوير، في الصباح وعودة المساء وبداية الشفت الثاني ونهايته في منتصف الليل، مما يجعلنا ندفع ما يقارب الألف وخمسمائة أوحتى الألفي ريال سعودي شهرياً من أجورنا التي تتراوح ما بين 3500 وحتى 5000 ريال «. علاقات اجتماعية و قالت نهى عن المنظور الاجتماعي للأعمال التجارية في الأسواق المفتوحة وبصوت حزين « الحقيقة أننا نسينا الحياة الاجتماعية تقريباً فأنا متزوجة». وأضافت « كانت لي صديقة تعاني من أحاديث سلبية يطلقها أهل الحي بخصوص عودتها في منتصف الليل ومع كثرة الضغوطات اضطرت للاستقالة من عملها «. واستطردت قائلة « المشكلة أن الشركات لا توفر أعمالاً جزئية فبدلاً من عملنا أربع شفتات كان من الأولى تقسيمها بين عدد أكبر لتكون المسألة أسهل علينا، ولذلك فالخيار المفتوح أمامنا هو الدوام الكامل «. أوقات الصلاة وزادت عبدالعزيز « رفعت أنا وزميلاتي لإدارة الشركة التي نعمل بها حول أوقات الصلاة هل هي مدرجة ضمن ساعة الراحة أو ساعات الدوام، لذلك قد يحدث لدينا فهم خاطئ لهذه الجزئية ورغم ذلك لم نتلقَ ردا حتى الآن». وعن جانب التطوير العملي تحدثت عبد العزيز قائلة « أنا أعمل من سبعة أشهر تقريباً بين كوني مشرفة المحل وفي نفس الوقت بائعة، وقد طالبت بتصنيف عملي أكثر من مرة ولم أجد إجابة حتى الآن، فليست طبيعة العمل واضحة بالنسبة لي حتى الآن». وتطالب عبدالعزيز أن يكون هناك سلاسة في التعامل في حال التقدم بإجازة مرضية أو ظرف طارئ، متحدثة عن أحد المواقف التي تعرضت لها مؤخراً قائلة « أخذت إجازة مرضية حيث كنت أعاني من آلام في الظهر من كثرة الوقوف والجلوس فأخذت إجازة مرضية من مستشفى حكومي لمدة خمسة عشر يوماً «. واستطردت « رفعت التقرير للشركة واستغرق البت فيه 13 يوماً، وبعد كل هذه المدة طالبتني الشركة بتقرير باللغة الإنجليزية وعندما ذهبت للمستشفى طالبني بخمسة عشر يوماً مرة أخرى لإصدار تقرير باللغة الإنجليزية؛ مما دعا الشركة لخصم الإجازة من مرتبي الشهري «. وأكملت حديثها « المشكلة لا تنتهي هنا فقط، بل حتى بعد خصم الأيام من مرتبي لا يتم تعويضها، وقد تعرضت لهذه المشكلة أكثر من مرة في وقت سابق». عمل مريح وتقول أم شهد «إن العمل في محلات المستلزمات النسائية مريح كوني أتعامل مع نساء مثلي، وقد تعلمت كثيراً منه وأصبحت أعتمد على نفسى وأصبح لي راتبي الخاص، وقابلت طبقات مختلفة من المجتمع، لكن هذا لا ينفي أن هناك كثيراً من المواقف المحرجة التي نواجهها، حيث هناك نساء يغرن على أزواجهن، عندما يشاهدن بنات يبعن لهم، وبالنسبة لأهلي فهم متفهمون للوضع الذي نحن فيه». مضايقات الشباب وقالت سعدية محمود « استقليت أكثر في العمل النسائي، أما نظرة المجتمع فهي جيدة ولا يوجد نظرة سلبية كما يروج البعض وأهلنا متقبلون عملنا، وأصبحنا نطمح في مناصب كبيرة في الشركة. و ذكرت إيمان الحماد أنها عرفت نوعيات الزبائن، وتعرفت إلى صديقات جديدات وكسبت عديداً من المحفزات للعمل في المحال النسائية، وأضافت «إن التعامل مع الزبونات أصبح أسهل خصوصاً عندما تحتاج إلى أغراض خاصة، لكننا نواجه بعض المضايقات من بعض الشباب ونتعب في التعامل معهم، وبالنسبة للإدارة فهي تعاملنا جيداً وجميع العاملات سعوديات هنا. وذكرت أنها لا تحبذ الزواج من العمل وأنها خلال أسبوع تعلمت طبيعة العمل وذلك بسبب البيئة المناسبة المتوفرة والرواتب المجزية». دوام صباحي واقترحت صالحة الشهري «أن يكون دوام العاملات في المحال النسائية في الصباح لأن بينهن من لها زوج وأولاد، وعن تجربتها الخاصة قالت « تعلمت من التعامل مع الناس الشيء الكثير، وفي البداية لم يتقبل الأهل وضعي العملي ولكن مع الوقت تقبلوا ذلك، فالشركة التي نعمل بها تعطينا استثناءات في حال الزواج مثلاً أو الولادة أو حتى الإرضاع». وأضافت « هناك شباب محترمون بمجرد أن يروا لافتة العوائل لا يدخلون إلى المحل ،على عكس شباب آخرين، ونحن دائما نبقى داخل المحل لا نخرج منه إلا لضرورة».