ارتفعت نسبة المبيعات في محال بيع المستلزمات النسائية في محافظة جدة إلى 400 في المئة خلال الأشهر القليلة الماضية، إذ نالت فتيات سعوديات يعملن في تلك المحال رضا أصحاب العمل، وافتخار الشابات بمهنتهن التي وفرت لهن مصدر دخل. وأكدت فتاة تعمل في محل لبيع المستلزمات النسائية (فضلت عدم ذكر اسمها) ل«الحياة» أن عملها ساعد أسرتها في تأمين حاجاتهم اليومية والشهرية، وأصبحت تستطيع تأمين مستلزماتها الخاصة بها، وبأسرتها. وأضافت: «المشكلة الوحيدة في العمل تكمن في طول ساعات الدوام التي تصل إلى 10 ساعات، وكذلك عدم توافر وسائل نقل لهن، لكن الشركة التي أعمل بها تصرف بدل مواصلات للعاملات فيها»، مشيرةً إلى أن العمل عبارة عن فترتين في اليوم الواحد، وفترة إغلاق المحال أثناء الصلاة لا تحتسب ضمن ساعات العمل. وتابعت: «هناك تفاؤل وارتياح من مرتادات المحل عند تعاملهن معي كفتاة، إذ يختلف تعامل الزبونة معنا أكثر من البائعين الرجال، وهذا ما لمسناه من خلال اختيارها مستلزماتها بحرية تامة». وذكر مدير المبيعات في شركة الحكير محمد الغاوي ل«الحياة» أن أعداد المتقدمات لوظائف المبيعات في محال بيع المستلزمات النسائية كبيرة جداً مقارنة بالفترات السابقة، وهذا يعود إلى الوعي الإيجابي للمجتمع، لافتاً إلى أن معظم الفتيات المتقدمات من حملة شهادة البكالوريوس، إضافة إلى آخريات منتسبات في الجامعة. وأضاف أن الشركة تدعم الفتيات لإكمال دراستهن الجامعية، من خلال توفير الإجازات لهن قبل وأثناء فترة الاختبارات، مؤكداً أن تأنيث محال بيع المستلزمات النسائية أسهم في رفع مستوى المبيعات في الشركة ليصل إلى 30 في المئة كحد أدنى، بينما هناك محال ارتفعت نسبت مبيعاتها إلى 400 في المئة. وشدد على أنه بعد القرار تغير أداء المحال إلى الأفضل، إذ خلقت نوعاً من التنافس بين الشباب والفتيات، مشيراً إلى أن الشركة التي يعمل بها تمكنت من تأنث جميع محال بيع المستلزمات النسائية قبل انتهاء المهلة المقررة. وشددت مسؤولة أحد المعارض التجارية الخاصة ببيع المستلزمات النسائية بدرية العمري ل«الحياة» على أن الإقبال على المحال المؤنثة كبير جداً، و«هناك قبول ورضا كبير من الزبائن على تلك الخطوة، من خلال تعامل النساء مع الفتيات العاملات من دون خجل بعكس ما كان يحدث عندما كان الباعة من الرجال»، لافتةً إلى أنه لا يوجد أية مشكلات واجهتها مع الزبائن أو الزائرات من حيث عدم تقبلهم للقرار. من جانبه، أوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة العمل حطاب العنزي ل«الحياة» أن تأنيث المحال الخاصة بالمستلزمات النسائية الداخلية سيتم تطبيقه على مرحلتين، إذ إن المرحلة الأولى ستبدأ فعلياً يوم الخميس المقبل، فيما يبدأ تطبيق المرحلة الثانية خلال شهر شعبان المقبل. وأضاف أن وزارة العمل تراقب حالياً خطتها على أرض الواقع لمعرفة مدى الاستجابة لتنظيم عمل المرأة في المحال النسائية ومن ثم الحكم عليها بشكل واضح، خصوصاً أن البوادر الأولية مشجعة جداً.