يتوقع العقاريون أن يزيد سعر الأراضي والمساكن كنتيجة طبيعية لضخامة أرقام الميزانية هذه السنة, إلا أن هذا الارتفاع لن يكون حقيقياً، لأن الحقيقي هو ما تفرضه سياسة العرض والطلب، والمشهد العقاري يقول إن هناك عرضا كثيرا جدا لكن ليس هناك طلب يذكر، أعني الطلب الجاد الذي ينتهي إلى شراء. فالغالبية العظمى عاجزة بكل معنى العجز عن ذلك. وبالتالي سيؤجل حلم 75% من السعوديين في امتلاك منزل الأحلام حتى إشعار آخر يعلمه الله. وفي الواقع أن المشكلة الحقيقة ليست في هذه الشريحة التي لا تمتلك المنزل ولكنها في أن هذه الأزمة أزمة متنامية ولا تقف عند رقم أو نسبة ثابتة. فنحن نزداد بصورة متصاعدة ولسنا ببعيدين عن خطر الانفجار السكاني, وفي كل عام هناك أعداد ليست بالقليلة من السعوديين الشباب الذين يقدمون على الزواج ويحتاجون للانفصال عن منزل الأسرة الأولى وتأسيس بيت جديد. انفجار سكاني في قارة مثل المملكة؟! نعم هذا ليس ببعيد فجزء كبير من هذه القارة قد دخل في ظلال الشبوك وليس داخلا في دائرة البيع والشراء الممكن المتداول. في تصوري أن الحلول الممكنة كثيرة لهذه الأزمة ومن هذه الحلول, السماح ببناء أكثر من طابقين بالنسبة للبيوت الجديدة وكذلك بالنسبة للبيوت القديمة التي يثبت تجريبيا قدرتها على تحمل مزيد من الطوابق. سبق وتحدث متخصصون عن موضوع التمدد العمودي وبناء الأبراج الضخمة وأثاروا هذا الحل، الذي برغم أنه حل شائع ومعمول به في كل بلاد العالم, إلا أن البعض قد اعترض على بناء هذه الأبراج بحجة حجم المخاطرة وسبل السلامة والثقافة المجتمعية فيما يتعلق بالعيش في مثل هذه الأبراج بالنسبة لمن يريد أن يعيش في قصر (تتطارد فيه الخيل)! ولكن واقع أغلبيتنا يقول إننا لا نستطيع شراء بيت تتطارد فيه القطط فضلا عن الخيل ولذلك لا بد من تغيير النظرة حول التمدد العمودي, وليس من الضروري أن تتحول بلادنا لأبراج, بل أتصور أن الاكتفاء بطوابق ما بين الأربعة إلى الستة سوف يساهم بشكل كبير في حل هذه الأزمة المتفاقمة التي لم نجد بعد لها حلاً.