ويبدو أن (البيات الشتوي) حرَّك مشاعر عمنا العزيز/ غرم الله الدولي فبعد مقالة قيادة المرأة للسيارة اتصل هاتفيا وقال: لا سلام ولا وئام. ليتك سمعت ما قاله لك الابن/ حمدان الدايخ فكتبت عما يهم الناس وما يعانون منه في حياتهم اليومية بدلا عن السيارة والمرأة.. كأنك وأمثالك تحرِّضون النساء على التمرّد على الرجال ألا يكفي ما وصلن إليه من مناكفات للرجال ومطالبهن المستمرة بالمساواة معنا (معشر الرجال)؟ تريد وأمثالك (زيادة الطين بلّة)؟ إنني أذكر من نسائي اللاتي تزوجتهن اثنتين فقط بالذكر الحسن وأدعو لهما بالرحمة دائما. الأولى توفيت قبل سبعين سنة من تاريخ اليوم وهي سيدة فاضلة من سكان البادية المجاورة لقبيلتنا كانت طوال حياتها معي التي امتدت نحو عشرين عاما حريصة على ألا أرى فمها، تأكل وتشرب من تحت اللثام وتنام به أيضا وكانت تباهي جاراتها بأنها تكاد تكون الوحيدة التي تعيش خارج مضارب البدو وزوجها لا يرى فمها. توفيت أيضا وهي ملثمة. والثانية (خالتك هلالة) التي ألزمها المرض فراش الموت مدة طويلة عندما كنت مسافرا إلى الحبشة طلباً للرزق وكانت توصي من حولها دائما ألا يخرج جثمانها من المنزل إلا بعد الحصول على موافقة مني. لأنها اعتادت عدم الخروج بدون إذن فلزمت دارها بعد سفري ولم تغادرها إلا إلى القبر بعد أن أفتى «الفقيه» بجواز خروجها للدفن دون إذني هكذا النساء وأنت وأمثالك تريدونهن يفحّطن في الشوارع. وغداً نكمل.