رأينا ذلك القاتل ملطخاً بدماء بريئة عندما ثارت ثائرته ليطلقها على أضعف الخلق وأحبهم إلى الله ويقتل ابنه! رأينا آثار تعاطي المخدرات التي أدت إلى هذا الحادث المأساوي. رأيت القاتل في إعلان توعوي بأضرار المخدرات برعاية وزارة الداخلية لتثقيف المجتمع بهول المصائب التي يرتكبها متعاطي المخدرات في أبنائه ومَنْ هم حوله، وبهذه التوعية تترسخ في ذهن كل متلقّ هذه الأضرار لتجنب هذه الآفة. هنا تساءلت حقاً: أين دور الإعلان في القطاع الخاص من التوعية والتثقيف لأبناء الشعب؟ إنه غائب في كثير من الإعلانات التي تملأ شوارعنا بألوان وأشكال مختلفة، تتجدد وتتغير كل حين. ماذا سيفقد المعلن لو خصص جزءاً بسيطاً في أطراف إعلانه لإطلاق توعية أو ترويج فكرة تثقيفية تعود بالنفع على المجتمع؟ ماذا سيفقد لو حث على خلق أو دعا لفضيلة أو تبنى موهبة؟ لن يفقد شيئاً، بل سيعود ذلك بالنفع عليه، لأن المجتمع أصبح أكثر وعياً من السابق فلم يعد يتأثر بالإعلان المميز فقط، بل أصبح ينظر إلى المحتوى. الشركات التي أسهمت في تثقيف المجتمع أصبحت من الشركات الرائدة لأنها لم تكن تريد المال فحسب، بل كانت تضع نصب أعينها تثقيف وتوعية المتلقي، وهذا ما صنع لها قاعدة جماهيرية كبيرة. الواجب على جميع الشركات أن تتحمل مسؤوليتها الاجتماعية في خدمة المجتمع وتوعيته من خلال وسائلها الإعلانية، فإن كانت غير مكترثة بمصلحة المجتمع فعلى وزارة التجارة أن تلزمها بذلك، في خطوة تقودنا إلى مزيد من التقدم والتعاون المثمر .