قلّل الداعية المعروف الشيخ سعد البريك من أهمية دور خطب المساجد في توعية الشباب بآفة مثل المخدرات، وعزا ذلك إلى وجود أعداد قليلة من هؤلاء الشباب المستهدفين في المساجد بعكس ما نراه من تجمعات كبيرة لهم من خلال متابعة مباريات كرة القدم وأندية النصر والهلال والاتحاد والأهلي على سبيل المثال. وطالب البريك بضرورة ملاحقة هؤلاء الشباب في مثل هذه المواقع من خلال تقديم رسائل «استباقية» تحذيرية من آفة المخدرات، وهو مقترح وجهه إلى الرئاسة العامة لرعاية الشباب بأمل تطبيقه لتحقيق الفائدة الكبيرة منه. من واقع تساقط ضحايا للمخدرات.. هل يواجه مجتمعنا حربا مع هذه الآفة ومروجيها؟ المخدرات آفة العصر وملتقيات شبابية كملتقى الأمل ماهي إلا مشاركة هادفة لتوعية الشباب وتحذيرهم من هذه الآفة القاتلة، وهو رسالة أيضا تقول إننا مستهدفون، فإذا علمنا أن عدد المضبوطات في عام 1430ه بلغ 62 مليون حبة مخدرة، وفي عام 1429ه كان عددها 58 مليونا فهذه الكميات وبهذا العدد المهول ليست جهد عصابات أو جمعيات بل جهد منظمات ودول أخذت على عاتقها تدمير شباب هذا الوطن في الوقت الذي عجزت فيه عن تدمير كيان الوطن وتشتيت جمعه وتفريقه، وعملت على هذه الطريقة لتدمير شبابنا على المدى الطويل، ولعل الحاصل في حرب الأفيون في الصين بينها وبريطانيا ودخلت بعدها فرنسا على الخط زاد في تلك الحقبة عدد المتعاطين من مليونين إلى 120 مليون متعاط خلال ربع قرن فقط، وبالتالي فإن تجارة المخدرات تعتبر حرب دول، فبعضها تستخدمها كأداة حرب وبعضها تحاربها، وبالتالي فإن الجهود الشرعية لمساندة المكافحة يجب أن تنطلق أولا من المساجد والمنابر والمدارس والمؤسسات التعليمية والأسرة، ويجب أن يبدأ الدور الوقائي من تجمعات الشباب وأن نلاحقهم لنجعل من مثل ملتقياتنا وتجمعاتنا رسائل استباقية وضربات كتلك الضربات الاستباقية التي عملتها وزارة الداخلية في محاربة هذه الآفة. كيف ترى دور خطب المساجد في تثقيف الشباب بمخاطر المخدرات؟ يجب أن تنطلق رسائلنا من تجمعات الشباب وتجمهرهم، ولعل خطب الجمعة تقل فيها الأعداد المستهدفة من الشباب وتكون بأعداد نادرة، ولكن يجب علينا أن نبحث عن الشباب ومواقع تجمعاتهم، ولو عمل مثلا بين أشواط المباريات المهمة كالهلال والنصر أو الاتحاد والأهلي أو التي تلعب على كأس بطولة في الاستراحة مثلا ولمدة 15 دقيقة كاستضافة شيخ أو داعية وخبراء ومتخصصين في هذا المجال وعن طريق التوعية عبر اللوحات الضوئية التي تحيط أرجاء الملعب فكم من مشاهد خلف الشاشات يتابع! وكم من جمهور غفير يحضر لمثل هذه المباريات! أجزم تماما أننا سنوصل رسائلنا بطرق فلكية وعابرة للقارات ومؤثرة جدا وخاصة أنك توجهها للشباب المستهدف الذي يستحق منا كل دعم وتشجيع في سبيل التخلص من هذه الآفة الخطرة، وهذا يتطلب من الجميع تكاتف الجهود وتوحيدها في سبيل وقاية شبابنا منها وإلا سنبقى في دوامة ما إن نطفئ حريقا حتى تشتعل نار أخرى. وماذا عن المعارض والمتلقيات الخاصة بالشباب لزيادة وعيهم وتثقيفهم؟ هل تراها كافية في ظل هذه المضبوطات العالية؟ هناك العديد من الجهود المشكورة والكبيرة التي تقوم بها مكافحة المخدرات، ولكن إذا قسناها بالحرب الشرسة التي يتعرض لها مجتمعنا مهما كثرت فإنها حتما لا تزال قليلة، فلو عملت مكافحة المخدرات وعن طريق مندوبين ومتعاونين ومكاتب لوجدت أعدادا كبيرة يتشرفون بالعمل التطوعي في هذا المجال ويقفون صفا إلى جانب رجال المكافحة في محاربة هذه الآفة، وذلك سيكون عملا جميلا، مع العلم أن بعض القطاعات العسكرية توجد بها مكاتب متخصصة لمثل هذه المجالات كما يحصل في الأمن الفكري، وأن تقوم وزارة الداخلية حيث لم تقف عند هذا الحد بل عملت كمركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة مثل ما عمل في الأحساء ندوة التربية الأمنية والأمن الفكري وخرجت بفعاليات جيدة منها ست ورش عمل، وما عملته وزارة الشؤون الإسلامية بفرعها بالجوف أخيرا من خلال مشروع تعزيز الأمن الفكري وأعطى نتائج إيجابية، إذن المسؤولية وإن توجهت إلى جهة معينة إلا أنه يجب أن يشارك الجميع في شرف العمل في هذا المجال ومؤازرته. وما رؤيتك لترويج هذه الآفة مع اختبارات المدارس؟ وما النصيحة التي توجهها لطلابنا؟ معلوم أنه مع أيام الاختبارات تزيد نسبة الترويج وتتضاعف بنسبة 50 %، الأمر الذي يجعل الأجهزة المختلفة تكثف جولاتها خلال هذه المرحلة، ومن هنا أوجه رسالة لجميع الأساتذة في جميع القطاعات التعليمية وعلى وجه الخصوص التعليم العالي بأن يوجهوا ويقدموا رسائلهم خلال هذه الأسابيع تتضمن تحذيرات للشباب بأن يرفضوا كل ما يعرض عليهم من حبوب أو عقاقير أو فيتامينات بغرض التركيز أو الحفظ أو السهر، فمثل هذه الأساليب يجب على شبابنا عدم الانزلاق وراءها وعليهم الحذر منها وهي من الأساليب التي مثل السنارة يصطاد بها هؤلاء الشباب. بالانتقال إلى آفة التطرف.. هل أصبح منهج القاعدة الآن هو إطلاق التهديدات في ظل فشلها لتحقيق أهدافها؟ لا نستطيع أن نطلق عليه أنه نهج خلال الآونة الأخيرة، فالقاعدة لم تجد طريقا أو سبيلا إلا وطرقته للوصول إلى أهدافها ولكنها فشلت بفضل الضربات الاستباقية ضد مخططاتها، وما حيلتهم الأخيرة بالتهديد إلا حالة من الفشل والإحباط الذي لا يعني لرجال الأمن ومسؤولينا سوى أنه حيلة العاجز. بحكم وجودك ضمن رجال المناصحة لأصحاب الفكر الضال.. ما الفكر الذي يحمله هؤلاء؟ وكيف تجد تقبلهم لرجال المناصحة؟ كثير من هؤلاء لا يحملون أي مضمون يستحق أن نطلق عليه فكرا فهم صغار مغرر بهم ومقلدون وعاطفيون ومندفعون ليس لديهم ذلك المضمون الذي يرقى أن يطلق عليه فكر، كما أنهم منساقون وراء هذا الفكر وبعض الشعارات والدعوات لم يقابله منهم أي تحكيم للعقل بالطريقة الصحيحة، ومنهم من سار وراء الشعارات التي اتخذوها من بعض المواقع المشبوهة على الإنترنت وجعلوها قيادة لهم ومدرسة وتوجها، كما أن بعضهم جعل من الجهاد للعراق طريقا له في هذا الفكر، وهذا ما حرمته مسبقا؛ حيث إن جميع مقاصد الجهاد وشروطه غير متوافرة في هذا الجهاد، ولو أعاد هؤلاء التفكير مرة أخرى بهذا الفكر فلن يسلكوه، ومنهم من تراجع بعد أن اتضحت الأمور أمامه وانكشفت. وماذا عن دور نجوم الرياضة ومشاهير الشعر في تثقيف الشباب وتوعيتهم وتحذيرهم من مثل هذه الآفات؟ يفترض التنوع في مثل هذه الملتقيات، وهذا ما ميز ملتقى الجبيل وهو عامل جذب رسمي وشبابي زاد من نجاح الملتقيات كأن يدعو بعض رجال الرياضة المشهورين والشعر ممن يكون لهم أثر كبير في نفوس الشباب، فهم بطبيعة الحال لا عذر لهم في حيال غيابهم عن بعض هذه التجمعات أو تأخرهم وعليهم عدم التردد ولو علموا حرص الشباب بهم وبنصائحهم لما ترددوا أو توانوا. وكيف تجد دور رعاية الشباب في مثل هذه التوعية للشباب؟ هم يتحملون المسؤولية ضمن كافة الجهات في المجتمع والرئاسة العامة لرعاية الشباب ممثلة في كافة أنديتها تتحمل جزءا كبيرا من تلك المسؤولية، وهأنذا أعرض عليهم فرصة ذهبية تتمحور حول الاستغلال الأمثل لما بين شوطي المباريات المهمة كالتي تجمع الهلال والنصر مثلا بأن نجلب مثلا أفضل لاعب في الهلال أو النصر مثلا وبرفقة أحد العلماء أو المشايخ ويقومون بنصيحة الشباب وعرض ما لديهم خلال هذا الوقت، لا سيما أننا نخاطبهم في أماكن تجمعاتهم الكبرى، وهذه وسيلة ذكية للجمهور وتزيد الحماس بمثل الوسائل التوضيحية، وهذه رسالة جميلة جدا نقدمها لهم من خلال هذا الوقت .