بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي مخططاً للتصعيد في قطاع غزة بهدف جر المقاومة الفلسطينية إلى ردود فعل مسلحة، حيث شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارتين أسفرتا عن استشهاد شخص وإصابة ثمانية آخرين. وعلمت “الشرق” أن المخطط الإسرائيلي لجر المقاومة الفلسطينية إلى ردود فعل مسلحة مدعوم من قبل قيادات إسرائيلية على أعلى مستوى، فيما برر الاحتلال قصفه بأنه استهدف خلية تابعة لحركة الجهاد الإسلامي كانت في طريقها لشن هجوم داخل إسرائيل عبر شبه جزيرة سيناء على غرار الهجوم الثلاثي الذي وقع شمالي إيلات في أغسطس الماضي. الفصائل الفلسطينية التي توصلت إلى تفاهم خلال لقاءات القاهرة الأسبوع الماضي بالتركيز على المقاومة الشعبية في هذه المرحلة، نفت الادعاءات الإسرائيلية، معدّة أنها تستهدف إرباك الساحة الفلسطينية التي بدت في أفضل صورها بعد التقدم النوعي الذي حققته في مسيرة المصالحة. ووصفت حركة حماس المخطط الإسرائيلي بالحرب النفسية التي تمارس ضد الشعب الفلسطيني، خاصة أنه يتزامن مع الذكرى الثالثة للحرب على قطاع غزة. ورفض المتحدث باسم الحركة سامي أبوزهري أن يكشف ل”الشرق” عن الطريقة التي ستتعامل بها المقاومة الفلسطينية مع هذا المخطط التصعيدي، لكنه أشار ضمنياً إلى استخدام المقاومة الشعبية التي اتفقت الفصائل على اعتمادها خلال المرحلة المقبلة دون التخلي عن سلاح المقاومة بقوله “من حق الشعب الفلسطيني الدفاع عن نفسه بكل الوسائل الممكنة”.أما حركة الجهاد الإسلامي فنفت الادعاءات الإسرائيلية بشأن انتماء المستهدفين لجناحها العسكري. وأكد خضر حبيب القيادي في الحركة ل”الشرق” أن الهدفين كانا شخصين مدنيين وليسا من سرايا القدس الجناح العسكري للحركة. وأضاف حبيب “أن إسرائيل تحاول دائماً إيجاد ذريعة لعدوانها، لكنها في المقابل لها أهداف أخرى، في مقدمتها إشغال القيادات الفلسطينية بعيداً عن مسار المصالحة، وبعيداً عن كل ما يحقق مصالح الشعب الفلسطيني، فهي تحاول دائماً خلط الأوراق وإرباك الساحة الفلسطينية، واستدراج ردود الأفعال من خلال تصعيد العدوان”. ودعا حبيب إلى الانتباه جيداً لهذه النوايا الإسرائيلية، و”ألا يؤدي هذا الإجرام الصهيوني لثنينا أو إبعادنا عن تحقيق الهدف الرئيسي للفلسطينيين في هذه المرحلة، لأن أي قصور في الرؤية الصحيحة لما يحدث، سيعرض مصلحة الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية بأكملها للخطر”.