وضعنا أيدينا على قلوبنا خشية استقالة معالي رئيس هيئة مكافحة الفساد محمد الشريف بعد أن لوح بها قبل يومين بطريقة غير مستساغة، هل بعد تهجئة معاني الفساد التي روجت لها هيئة الفساد بطريقة تصلح لمناهج الوطنية التي تُدرس للمرحلة الابتدائية وتأثير التفاح الفاسد على غير الفاسد نأتي بعدها لمسرحية الاستقالة التي يلوح بها عتاة السياسيين العرب؟ معالي محمد الشريف يشهد له الجميع بنزاهته منذ أن كان وكيلاً لوزارة المالية ولكن ما حدث لهيئة نزاهة لا يليق بالسمعة المهنية التي عُرفت عن معاليه ولا يرتقي إلى طموحاتنا بكبح جماح الفساد في بلادنا. في كل يوم تُخرج لنا نزاهة عُذراً وكل يوم تبدي لنا محاولات خجولة لإمساك بفساد هزيل لايعزز قيمة الهيئة ويجعل منها كياناً مرعباً للفاسدين ومطمئناً للمواطنين. تعتقد نزاهة أن عجزها يكمن في جهازها الصغير الجديد فقامت باختيار وكلاء جدد يُشهد لهم بالنزاهة وقالت إنها ستوظف النساء، كل هذا بعيد عن أهداف الهيئة التي ستجعل منها كياناً يقف على رجليه بدلا من تهويمات هنا وهناك و»عك» هنا وهناك وتعيينات هنا وهناك، قلناها مراراً وتكراراً الحلال بيّن والحرام بيّن والفساد أبين. لماذا أغلب اكتشافات الهيئة في مناطق نائية وفي مبانٍ متواضعة؟، لماذا تغيب اكتشافات الهيئة عن المدن الكبيرة والمشاريع الضخمة؟ أسئلة على معاليه ومعاونيه الإجابة عنها بكل جدية قبل أن تتحول هيئته إلى مجرد هيئة أخرى من الهيئات التي اكتظَّ بها البلد.