من أمثلة الهمجية التي سطرها التاريخ تبرهن على حالات من التخلف والرجعية، في قانون يشبه قوانين الغاب، نجد ذلك في سقوط العراق بعد إحراق المغول مكتبة بغداد التي تحمل حضارة الفكر الإسلامي البالغة من العمر ستمائة عام وأكثر، لم يكن هنالك كتاب لم تحتضنه بلاد الرافدين، ملايين الكتب في عصر لم يعرف الطباعة؛ كتب تُخَط باليد! المغول أمة لا تقرأ ولا تريد أن تتعلم، فهي تعيش فقط لتحصل على ما تريد، كالحيوانات، وقد تكون الحيوانات أفضل! مكتبة قرطبة في الأندلس «التي نناديها اليوم إسبانيا» تنافس عظمة مكتبة بغداد، ولكنها لم تسلم، ليعيد التاريخ نفسه فيها على أيدي الصليبين، ومكتبة غرناطة عند سقوطها وقعت مجزرة أمام العامة بحرق أكثر من مليون كتاب! لقد ذاقت الأندلس المرار؛ فقد وجد الصليبيون المتعة في ذلك! ليحرقوا مكتبات إشبيلية و بلنسية! فقد كانت تلك هواية لهم! ليحرقوا أيضاً ثلاثة ملايين كتاب في مكتبة طرابلس اللبنانية في الشام! ومكتبات غزة والقدس لم تعرف النجاة!