سوف نخصص في هذه الزاوية أسبوعياً عرضاً مقتطفاً لقراءة في كتاب متخصص في علم النفس أو الصحة النفسية، أو في مجال تطوير الذات؛ إيماناً منا بأهمية القراءة، وتحفيزاً لإثراء القراءة ودورها في تطوير الفكر والمعرفة. وكتابنا لهذا الأسبوع يتناول موضوع الغضب، وهو من الكتب الحديثة، الذي ترجم إلى اللغة العربية، وهو من إصدارات مكتبة جرير، ويحمل عنوان «30 دقيقة علاج من أجل الغضب»، للكاتبين رونالد وباتريشيا – إيفرون، ويقع الكتاب في 109 صفحة من القطع المتوسط. وقد أشار الكاتبان إلى عاطفة الغضب التي تصيب كلاً منا في كثير من الأحيان، والتي قد تتحول إلي استجابة غير واعية للشعور بالتهديد أو الخطر، وبالتالي قد تُّحدث تلك الاستجابة الشعور بعدم السيطرة على الانفعالات ولوم الذات المتكرر. صمم الكتاب ليناسب احتياجات القارئ للحصول على دليل عملي سريع لمعالجة الغضب والسيطرة عليه، وقُسم الكتاب إلي ثلاثة أجزاء، يضم القسم الأول مجموعة من الفصول التي تساعد في تحديد مواطن المشكلة، أما الجزء الثاني فهو متخصص في مساعدة القارئ بوضع أهداف واقعية للتعامل مع الغضب، أما القسم الثالث فيضم بعض الطرق التفصيلية والأساليب العملية التي يمكن استخدامها في إدارة الغضب. الجميل في الكتاب أنه يقدم بعض التدريبات العملية التي تتطلب من القارئ التفكير بعناية في بعض مواقف الغضب ومناقشتها وتحليلها من الجانب العقلي ومحاولة السيطرة على تلك الأفكار اللاعقلانية عند مواقف الانفعال الزائد، وبعض تلك التدريبات تتطلب من القارئ الكتابة، والتي بدورها تساعد على إخراج تلك الأفكار من اللاوعي إلي الوعي لرفع درجة الاستبصار بالمشكلة ومحاولة حلها، كما وتساعد تلك الكتابة في أحيان أخرى إلى التنفيس الانفعالي للطاقات السلبية للغضب.