أكدت الأمطار التي انهمرت على محافظة الأحساء خلال الأيام الماضية، ضرورة إعادة النظر فيما يخص مشروعات تصريف المياه، إضافة إلى شبكات الصرف الصحي التي تحولت هي الأخرى إلى نوافير نتيجة فيضانها، فيما احتجزت المياه المتدفقة إلى الشوارع والطرقات بعض المواطنين في منازلهم دون أن يتمكنوا من مغادرتها لساعات بسبب غمر المياه حدود الأرصفة، وتحول التقاطعات إلى برك مائية. ورصدت «الشرق» خلال جولة أجرتها في أنحاء المحافظة عقب هطول الأمطار، بعض مصارف المجاري التي لم تستوعب الكميات الكبيرة من المياه، فيما استنفرت فرق التشغيل والصيانة في بلدية المحافظة مع بداية هطول الأمطار بتشغيل آلياتها ومعداتها وصهاريج الشفط الخاصة بسحب تجمعات المياه، وفق توزيع محدد لتلك الصهاريج والمضخات. إجراءات عشوائية وكشفت الجولة عن ضعف الإمكانات وعشوائية الإجراءات التي لجأت إليها البلديات، حيث يتم سحب المياه من الشوارع وكذلك من غرف التفتيش ورميها في ساحات الفضاء المجاورة لنفس الشوارع، مما ينذر بكارثة بيئية لو استمر بقاء المياه الراكدة في تلك المساحات. وبيّن مدير إدارة النظافة في أمانة الأحساء المهندس فهد الزهراني، أنه تم توجيه عمال النظافة إلى تنظيف الشوارع من الأوحال والطين والأتربة التي تراكمت على طول الشوارع وجنباتها وعلى طول الأرصفة نتيجة مياه الأمطار التي غمرتها. غياب الطلاب والطالبات كما رصدت «الشرق» تعطل بعض السيارات ومركبات النقل في الطرقات نتيجة تأثر محركاتها بمياه الأمطار التي غمرت الشوارع، ما تسبب في تغيّب كثير من الطلاب والطالبات، فيما أفاد عدد من سائقي المركبات أن المياه غمرت محركات سياراتهم، ما تسبب في توقفها بالكامل، مشيرين إلى أنهم سيلجؤون إلى سحبها من وسط البرك المائية ومن ثم تجفيفها وصيانتها قبل أن يتمكنوا من إعادة تشغيلها، الأمر الذي تسبب في تعطل مصالحهم وغياب أبنائهم عن مدارسهم. فشل شبكات التصريف وبالرغم من اكتمال شبكة تصريف مياه الأمطار في عديد من شوارع المحافظة، غير أنها عجزت عن أداء المهمة التي أنشئت لأجلها، ولم تقدم نسبة النجاح المطلوبة في أول اختبار لها، بدليل أن تجمعات المياه بقيت على حالها عقب هطول الأمطار بنفس النسبة التي عهدت في السنوات السابقة، ما يعكس عشوائية تلك المشروعات التي استنزفت ميزانية الدولة بينما أنشئت على أسس رديئة وخلت من التخطيط الهندسي السليم. حي النزهة يعاني سكان حي النزهة وأبوسحبل سنوياً بعد هطول الأمطار نتيجة غمر التقاطع الرئيس للحي خلف محطة سنابل للمحروقات بالمياه، ويجد الأهالي صعوبة في الدخول والخروج بسبب تجمع المياه التي تحاصر في الوقت نفسه منازلهم المجاورة، رغم وجود شبكات لتصريف مياه الأمطار وشبكات للصرف الصحي، إلا أن الوضع يصبح سيئاً للغاية بسبب اختلاط المياه ببعضها، مسببة انبعاثاً للروائح الكريهة في الموقع، ما ينذر بتلوث بيئي وصحي للقاطنين في الحي. «الشرق» وجّهت استفساراً لمدير مصلحة المياه في الأحساء عبدالله الدولة، بشأن شبكات التصريف وغرف الصرف الصحي، التي تحولت إلى نوافير تغرق الشوارع بالمياه، بدلاً من سحبها وتصريفها، حيث وعد بالرد، إلا أن ذلك الوعد لم يتحقق بعد أن اعتذر لاحقاً بكونه خارج المحافظة. أعطال في إشارات المرور كما تسبب تساقط الأمطار في إحداث عدة أعطال فنية في إشارات المرور في عدة تقاطعات في المحافظة، ما تسبب في إرباك الحركة المرورية التي كادت أن تؤدي إلى حوادث في أنحاء متفرقة. وبيّن مدير المرور في محافظة الأحساء العقيد سليمان الزكري، أن بعض الإشارات تأثرت جراء تسرب مياه الأمطار إليها، مشيراً إلى أنه تم تكثيف المواقع برجال المرور لتنظيم الحركة وضمان انسيابية المرور، وحتى لا يتأخر الطلاب والطالبات عن مدارسهم والموظفون على أعمالهم، وأفاد أن الحوادث المسجلة خلت من الإصابات والوفيات، ووصفها بالحوادث البسيطة نتيجة انزلاق بعض السيارات أو تعطل مكابحها. أحد المواقع التي شهدت تنفيذ مشروعات التصريف وأثبتت الأمطار فشلها مضخة تابعة للأمانة تقوم بسحب المياه من غرف التفتيش وتفرغها في الأرض المجاورة (الشرق) رجل مرور يباشر حادثاً بسيطاً نتيجة الأمطار مدخل حي النزهة تحول إلى بحيرة كبيرة (الشرق)