أكد ل «الشرق» وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله الحصين أن السعودية تمتلك مصادر مياه عدة، من الممكن أن تلجأ إليها في حال حدوث كوارث، لا سمح الله، تعطل الاستفادة من محطات التحلية الموجودة في البلاد، موضحاً أن سكان المملكة لا يعتمدون بشكل تام على إنتاج المؤسسة العامة لتحلية المياه. وقال الوزير إن مشروع إنتاج المياه المحلاة من محطة التحلية med في ينبع أحد المشاريع الخلاقة كونه مبتكرا من عدة جوانب، ليس فقط في حجمه واستثمارته، واحتوائه على وحدات حديثة للتحلية، وإنما بامتلاكه التقنية، مشيرا إلى أن هذا المشروع من بدايته كان يعتبر تعاقدا وتعاونا بين المؤسسة العامة وشركة دوسان، وشاركت فيه جامعة الملك سعود من بداية التصميم حتى نهايته، حيث يكون لنا الحق في استخدامه وليس فقط في إنشاء المحطة، وسوف تنتج هذه المحطة 70 ألف متر مكعب وهي نسبة إلى المستهلك الآن في المدينةالمنورة تشكل قرابة 20 إلى 25 في المائة، وهذه الإضافة سيكون لها التأثير الكبير. جاء ذلك خلال رعاية الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة أمس الحفل الذي أقامته المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة في مقر محطات ينبع المدينة، بمناسبة افتتاح مشروع أكبر وحدة تحلية متعددة التأثير في العالم «med» ووضع حجر الأساس لمحطة تحلية المياه «المرحلة الثالثة». وأشار المهندس الحصين إلى أن تكلفة العقود الثلاثة وصلت إلى 16 مليار ريال، بالإضافة إلى المشروع الذي وقع قبل عام، بإنشاء خط أنابيب ينقل المياه إلى محافظات المدينةالمنورة، بتكلفة مليار و 600 مليون ريال. وسوف تكون التكلفة الإجمالية أكثر من 17 مليار ريال. وفي سؤال ل «الشرق» عن البدائل في حالة الكوارث لاقدر الله، قال الوزير «إن أغلب مناطق المملكة لا تعتمد على تحلية المياه، وإنما هناك مصادر أخرى مثل المياه الجوفية، ووزارة المياه بالتنسيق مع المؤسسة العامة لتحلية المياه تسعى لإيجاد مخزون استراتيجي، يمكن اللجوء إليه في حالة توقف إحدى المحطات». وفي رد حول الاستفادة من الطاقة الشمسية، قال الحصين «إن هذه المشاريع موكلة لمدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة، بجانب الاستفادة من الطاقة النووية والرياح والمياه الجوفية». واستبعد الحصين ما يثار من تأخر حصول المواطنين على خدمة الكهرباء قائلا «أعتقد أن المشكلة ليست بهذه الصورة التي يصفها البعض». وفيما يخص انقطاعات المياه في بعض مناطق المملكة مثل مدينة جدة، أشار إلى أن أكبر محطة توزيع وهي الفيصلية، تخلو من الزحام، مشيرا إلى أن الوسيلة الصحيحة هي التوزيع عبر شبكة منتظمة، مبينا أنه في جدة يستهلك أكثر من مليون و 100 ألف متر مكعب، وكانت هذه الكمية قبل 4 سنوات لا تزيد على 600 ألف متر مكعب. وقال «في خلال شهر إلى شهرين كحد أقصى ستفتتح في جدة أكبر محطة تناضح عكسي في نفس موقع توزيع المياه بطاقة 240 ألف متر مكعب، وسوف تضيف كمية كبيرة حوالي 25 في المائة للكمية الحالية، ومازال يوجد لدينا كميات إضافية، بالإضافة إلى المشروعات الضخمة لجلب المياه من السدود السطحية، مثل حلي وقنونة، وهي أودية دائمة الجريان إلى الشعيبة ومنها إلى مكةوجدة والطائف». مضيفا أن المحطات التي أنشأت في الشعيبة «المرحلة الثالثة» هي استثمارات محلية وأجنبية مشتركة. وأوضح محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة الدكتور عبدالرحمن آل إبراهيم أن مشروع محطة تحلية المياه يتكون من أربعة أجزاء؛ تبدأ بإنشاء نظام نقل مياه ينبع – المدينةالمنورة، بخطوط نقل يبلغ مجموع أطوالها 603 كيلو مترات، وثانيها إنشاء محطة لتوليد الطاقة الكهربائية بعدد خمس غلايات تعمل بزيت الوقود الثقيل، وخمس توربينات بخارية مع مولداتها، مشيراً إلى أنها تعتبر أكبر محطة لإنتاج الكهرباء في العالم حتى تاريخه، وثالثها إنشاء محطة لتحلية المياه المالحة بعدد ست وحدات تحلية تعمل بتقنية التبخير الوميضي المتعدد المراحل، تنتج كل منها عشرين مليون جالون من المياه المحلاة يومياً، ورابعها إنشاء محطة التحويل الكهربائية «380 كيلو فولت» لربط محطة توليد الطاقة الكهربائية مع شبكة نقل الكهرباء العامة، وتغذية محطات ضخ نظام نقل مياه ينبع – المدينةالمنورة «المرحلة الثالثة». وكشف آل إبراهيم أن العقد يشمل محطة الطاقة بمبلغ إجمالي قدره 11.2 مليار ريال مع تضامن شركة الطوخي للصناعة والتجارة والمقاولات وشركة شنغهاي إلكتريك الصينية وشركة سامسونج الهندسية المحدودة الكورية، وعقد المجموعة «دي» محطة التحلية والرصيف البحري بمبلغ إجمالي قدره 3.8 مليار ريال مع شركة دوسان الكورية للصناعات الثقيلة والإنشاءات المحدودة وعقد تنفيذ محطة التحويل بينبع «3» جهد «380» كيلو فولت والتغذية الكهربائية لمحطات الضخ لنظام نقل مياه، ينبع – المدينةالمنورة، المرحلة الثالثة مع شركة الفنار بمبلغ إجمالي قدره 716 مليون ريال. ولفت محافظ المؤسسة أن المشروع يهدف إلى سد حاجة المنطقة من المياه المحلاة بعد أن أخذ التوسع العمراني والسكاني في منطقة المدينةالمنورة يتسارع بوتيرة غير مسبوقة. وزير المياه يتحدث لمحرر الشرق